تجمع فنانون ورياضيون وإعلاميون لتلبية دعوة فريق مسرحية (خمسة وحوش) والتي تعرض حاليا في أحد المنتزهات في مدينة جدة، وكان تجمعا مساندا لتجربة الفنانين عماد اليوسف وعبدالعزيز الشمري ركني الزاوية في المسرحية المعروضة. وفي الحوارات الجانبية (بعد انتهاء العرض) كان ثمة شعور جماعي بإيجادة أفراد المسرحية لأداء عملهم كلوحة أصر الممثلون على إيجادة رسمها برغم تواضع الإمكانيات للمسرح، فعوضوا ذلك النقص من خلال حضورهم المسرحي وتحديدا الفنان عماد اليوسف المجسد لثلاث شخصيات (سوداني، مصري، هندي) ومع كل شخصية كان حاضرا ب(ايفهات) تفاعل معها الجمهور تفاعلا جيدا (ولي عودة لكتابة رؤية فنية لنص المسرحية وكذلك الأداء). ورغبت الدخول من هذا الباب لكتابة مقالة اليوم لاعتقادي أن عيد جدة ترك من غير راع يحقق التنوع والاجتذاب على طريقة أن المليحة خطابها كثر وليست بحاجة للتزين. ومسرحية (خمسة وحوش) هي المسرحية الوحيدة التي تعرض في مدينة جدة، وهو السؤال الذي درت به على كثير من الفنانين: لماذا لم تنهض مسرحيات متعددة في مدينة كجدة؟ وجاءت الإجابة حاملة معضلة الفن والفنانين مع الرقابة والإجازة والترخيص بإقامة الأنشطة المسرحية، فكل جهة تتبرأ من دورها وتقذف بك إلى الجهة الأخرى غير آسفة (على وجهك) أو على موات الفن المسرحي، فهو ليس أغلى من السينما التي ماتت في المهد. ورغم قوة هذه الحجة إلا أن الأمر متعلق أيضا بالرغبة والحرص على إخراج البهجة، فكل شيء بحاجة إلى مخرج يحرك ما هو على الحياة كما يفعل المخرج المسرحي أو السينمائي. ولأن الرغبة متوفرة لدى معالي أمين بلدية العاصمة كان عيد مدينة الرياض (غير)، فبلدية الرياض أنتجت 14 مسرحية للرجال، وثلاث مسرحيات للنساء حدث هذا من قبل أمانة الرياض لكي تحدث حضورا ترفيهيا وتثقيفيا وفنيا في مناسبة العيد، أي أنها لم (تستخسر) مبالغ إنتاج المسرحيات في إحداث الفرحة بالعيد، ولم تبحث أيضا عن عائد لهذه المصروفات (معتبرة فرحة أهالي الرياض بتلك المسرحيات هو العائد) فالدخول للمسرحيات مجانيا (فقط أحضر) كما أنها وفرت أماكن العرض المسرحي الراقي. ليصبح السؤال: لماذا تعطلت فسوحات وإجازة عروض المسرحيات في جدة وتسهلت في الرياض؟ الجواب ضمنته سابقا، وهو الرغبة والراعي.. وجدة فقدت الرغبة وفقدت الراعي وإلا هل يعقل ألا يحدث أي تنوع في عيد جدة؟ وهي مناسبة لرفع التحية لمعالي أمين مدينة الرياض على إصراره في مساندة المسرح بالرغم من كون التجربة الأولى قوبلت بالهجوم الشرس والمنظم على وأد التجربة في طورها الأول إلا أن الإصرار والرغبة مكنت أمانة الرياض من إحداث نقلة في الاهتمام بالفن كمصدر من مصادر التثقف وخلق البهجة أيضا. أما جدة فعليها أن تبحث عن البحر أو رخصة لإقامة مسرحية لن تفجر الكون! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة