محمد عبده دونما تقديم هو ذلك الذي خلف المتنبي في لقبه مالىء الدنيا وشاغل الناس «طبعا في الحياة الفنية» المحلية والإقليمية والعربية، حيث ومنذ إطلالته على المشهد الفني في منتصف ستينيات القرن الميلادي الماضي وهو لم يزل ذلك اليافع الغر الذي منح نفسه صلاحية التحدث باسم الأغنية السعودية في الداخل والخارج رغم وجود الكبار يومها (أبناء الجيل الأول للأغنية السعودية الحديثة طارق عبدالحكيم شافاه الله وعبدالله محمد وعمر كدرس رحمهما الله وأسماء عديدة دلفت الساحة قبله مثل طلال مداح، غازي علي، عبدالعزيز شحاتة، حجاب بن نحيت، سعد إبراهيم، وخلف بن هذال)، هكذا بدأ محمد عبده وكل ذلك الطموح ملء قلبه وكفيه وتحقق له بالفعل المكان الذي كان يوده، وتوافر عوامل عدة تأتي في مقدمتها الموهبة، ثم الاجتهاد والاشتغال على هذه الموهبة ثم بره بوالدته بشكل يحتاج الشرح فيه إلى مجلدات. لمس بعض جوانب هذا البر كثير من عشاق فنه وموسيقاه، وربما كان من هذه العوامل أيضا ارتباطه بالكبار في شتى الجوانب ذات العلاقة في حياة الثقافة والفن والإعلام منذ البدء ففرض نفسه صديقا وهو طفل على الأدباء ورجال المجتمع والفنانين وأوجد لنفسه مساحة كبيرة، لكنه ملأها باقتدار وأصبح ملء السمع والبصر. في رمضان الماضي فاجأ محمد عبده جمهوره وجمهور الأغنية بتقديمه أنشودة الشيخ عائض القرني «لا إله إلا الله» كهدية رمضانية لهذا الجمهور، ونالت الكثير من النجاح. ومن هنا بدأ حوارنا معه قبل انطلاقه غدا إلى القاهرة لإحياء أولى حفلاته هذا العيد فقال: نعم غدا سيكون موعد لقائي مع جمهوري في القاهرة في حفل العيد، ثم الانطلاق إلى بيروت للحفل الثاني يوم الثلاثاء 14 سبتمبر، ومنها سانطلق إلى أوروبا في ال17 من سبتمبر إلى ال21 وتحديدا في لندن وباريس، حيث أعود لحضور تكريم نادي مكة الأدبي لشاعرنا الكبير ابراهيم خفاجي، الذي يمثل الجانب الأهم والأكبر في الأغنية السعودية، تحت رعاية وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله في خطوة أعتبرها «ضربة معلم» من قبل النادي الأدبي ومن رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور سهيل قاضي وأعضاء النادي، ونشكر كل من نسق معي وأخص من اهتم بهذه المناسبة وتابع معي، ومنهم مسؤول العلاقات العامة نبيل خياط والمسؤول الإعلامي في النادي تميم الحكيم. الحفل الذي سيقام مساء الاحد 26 سبتمبر • فرصة أن نتحدث معا عن إبراهيم خفاجي...؟ هو أكبر من أن نتحدث عنه في عجالة، لكن دعني أشيد بداية بإذاعة البرنامج الثاني التي قدمت طوال أمسيات رمضان برنامج ذكريات عن مكةالمكرمة اجتماعيا وفنيا وثقافيا (دقائق مع فريد مخلص والخفاجي) والتي كانت فكرة جيدة من الزميل فريد مخلص لأن يقدم أستاذنا الخفاجي طوال شهر رمضان في مثل هذا الحديث، أيضا أحب أن أنوه أنني أصبحت واحدا من أكثر المتابعين لإذاعة البرنامج الثاني خلال العامين الأخيرين، والتي أرى أنها شهدت عودة لبعض أمجادها القديمة، وأحيي هنا مديرة الإذاعة دلال عزيز ضياء، ومدير عام إذاعة جدة الدكتور عبدالله الشائع. • طرحت في رمضان الحالي ألبوما إنشاديا بعد تجربتك مع عائض القرني، ما المحفز الذي جعلك تعتمد الخطوة؟ طبيعي أن تقبل المستمع لتلك الخطوة واعتماد العمل في كل وسائل الإعلام كمادة مهمة جعلني أفكر في الموضوع، وفي نفس الوقت جاءتني عروض عمل مهرجان إنشادي من الإعلامي والمتعهد شادي زاهد و«اويكنينج البريطانية» على أن أحيي مع عدد من الزملاء في العالم يكون فيها إلى جانبي البريطاني مسعود كورتيس، القطري فهد الكبيسي، الإماراتي محمد المازم، وغيرهم «عرض ما زلت أدرسه» كل ذلك جعلني أفكر في المواصلة لذا كانت هديتي للمستمع في رمضان هذا العام ألبوما من خلال «روتانا» ضم إلى جانب «لا إله إلا الله» عملين هما «طلع البدر علينا» وتجديدا لابتهال «رباه» فهو من أشعار طاهر زمخشري «بابا طاهر» وألحان سعيد أبو خشبة رحمهما الله . وأعتقد أنها كانت هدية مناسبة مع الشهر الفضيل. وهو خط سأعتمده بشكل مستمر، إن شاء الله. • ترى ما كانت مشاهداتك الرمضانية هذا العام؟ كثير من الأعمال أتيح لي أن أراها، ومن الطبيعي أن تكون أعمالنا الكوميدية في الفترة التي تلي الإفطار، شاهدت كثيرا من حلقات «طاش، بيني وبينك، فينك، سكتم بكتم، وليلة عيد» وأحب بصورة خاصة مشاهدة كوميديا فهد الحيان «غشمشم». وفي كوميديا رمضان العربية تجدني أبحث دوما عن الكوميدية السورية سامية جزائري. أستطيع القول أيضا إن هناك حلقات أكثر من جيدة وذات مستوى عال شاهدتها هذا الموسم من «طاش وبيني وبينك». • لماذا كان تأخير ألبومك الجديد؟ لا أعتبر نفسي متأخرا في الطرح، يهمني قبل كل شيء أن تكون كل أعمالي بجاهزية، ترضيني وبالتالي ترضي جمهوري ورأيت أن تأجيل الألبوم أمر لابد منه إلى أن أنتهي من كثير من أعمالي الجديدة، إلى جانب تجربتي الجديدة مع الشاعر ساري التي أتوقع لها الكثير من النجاح بعد «أذكريني» التي كانت العام الماضي بصوت ماجد المهندس. • تابعت تنفيذ عملكم الوطني الجديد لليوم الوطني من أشعار الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة وألحان محمد شفيق، والذي سيذاع في اليوم الوطني «سلاما أيها الملك الجليل» هل من جديد غيره؟ نعم سجلت العديد من الأعمال لليوم الوطني الذي سنعيشه في ال14 من شوال الحالي، لكن دعني أقول لك: إن مصدر سعادتي أن بلادنا التي تشهد في كل يوم جديد ملفتا في الحياة الإعلامية سيكون لها في يومنا الوطني المقبل إضافة إعلامية تواكب النهضة التي تعيشها وهي انطلاق الإذاعات الجديدة محليا «ال F m» وهي خمس إذاعات حتما سنجدها بحكم الإضافة في ساحتنا الإعلامية. • هل ترى أن أغنية «ومن العايدين» كافية وتجزي عن تقديمك غيرها؟ لا يمنع أن أقدم الكثير، بل أنني قدمت كثيرا من أغنيات العيد غيرها لكنها ونجاحها الكبير جعلها سمة لوسائل الإعلام المحلية، فما أن يطل العيد حتى يتجدد نجاحها، «بالمناسبة هي من أشعار إبراهيم خفاجي».