خطط «المفك» واثنان من رفاقه من داخل السجن على تنفيذ سرقات بعد الإفراج عنهم. وشكل الثلاثي عصابة محترفة تورطت في أكثر من جريمة لكنهم سقطوا في نهاية الأمر في يد الأجهزة الأمنية في شعبة التحريات والبحث الجنائي، وكانت أحياء راقية في شمال جدة شهدت سرقات متعددة حدثت في اوقات متفاوته أثناء غياب أصحابها. واتضح أن زعيمها يدعى المفك واثنين من رفقائه وكلهم من أرباب السوابق وقضوا فترة محكومية في السجن لكنهم خرجوا منه وقد خططوا على مواصلة سلوكهم، وحصرت السلطات الأمنية سرقات العصابة في مبالغ مالية كبيرة ومجوهرات واحجار كريمة، كما لاحظت أن طريقتها في معالجة الأبواب تنحصر في فتح الاقفال عن طريق مفك، وطرق أبواب المنازل للتأكد من خلوها؛ ليتم رصد بصمات المتهم الرئيسي في أكثر من مسرح في شمال وجنوب جدة. أصدر مدير شرطة جدة اللواء علي محمد السعدي الغامدي تعليمات بتشكيل فريق عمل متخصص في شعبة التحريات والبحث الجنائي لدراسة أسلوب الشبكة وتتبع أفرادها بالاستعانة بخبراء الأدلة الجنائية ومعلوماتهم المتوافرة في كيفية دخول المتهمين لمسارح جرائمهم وطريقة معالجتهم للأبواب والاقفال. شرعت وحدة الجنائيات في الاستماع إلى أقوال الضحايا الذين أكدوا أن العصابة ترتكب أفعالها في أوقات متفاوتة من اليوم وتستهدف المنازل خالية السكان، كما قررت السلطات نشر عناصرها في مواقع بيع البضائع والسلع المستهلكة وفي الأحياء التي شهدت السرقات. وشرع فريق أمني ثاني على مراجعة سجلات أصحاب السوابق ممن اشتهروا باستخدام المفكات في معالجة أبواب المنازل لتثمر المراجعات الأمنية عن تحديد الاشتباه في متهم عرف باسم المفك تورط في جرائم مماثلة. تابعت السلطات تحركات المشتبه وحددت مقر سكنه في أحد الأحياء الطرفية، حيث استقر به المقام عقب خروجه من السجن، ورصده فريق أمني لحظة عودته إلى البيت في حالة غير طبيعية بعد طول غياب. وكشفت التحريات السريعة عن ارتباطه باثنين من رفاقه كانا معه في السجن قبل أن يطلق سراحهم جميعا بعد انتهاء المحكومية، كما رصدت السلطات لقاء ثلاثيا بين المفك ورفيقيه استهدف التخطيط لجريمة سرقة جديدة. وفي ساعة الصفر وتنفيذ الشبكة لجريمة جديدة تم دهم الثلاثي أثناء محاولتهم فتح باب شقة خالية من سكانها. وتبين من التحقيقات أن المتهمين استخدموا عمال من جنسية عربية لتصريف مسروقاتهم وتم توقيفهم جميعا على ذمة القضية. وكشفت عمليات التفتيش قطع حشيش مع أحد المعاونين ما يرجح أنه كان ناشطا في الاتجار في الممنوعات إلى جانب شراء المسروقات وعثرت أجهزة الأمن معه على سلاح رشاش قال إنه كان يحمي به نفسه من خصومه تجار الممنوعات. إلى ذلك اعترف المفك ورفاقه بعدة سرقات منها سرقة 300 ألف ريال من أحد المنازل وقطع ماس من آخر. وثمن مدير شرطة جدة اللواء علي محمد السعدي بعمل رجال البحث الجنائي والأدلة الجنائية وقال«قدم رجال الأمن عملا كبيرا ومتكاملا أسفر عن ضبط اللصوص والمتعاونين معهم، لقد سلك الجناة أساليب غريبة مثل طرق أبواب المنازل للتأكد من خلوها .. يجب التنبه إلى وضع اقفال مركزية للباب الرئيسي في إجراء وقائي مهم».