تكشفت حقائق جديدة حول مقتل حارس شركة المقاولات وسرقة خزانتها المالية والتي نشرت «عكاظ» تفاصيلها منتصف الأسبوع الماضي. أدلى المتهمون الباكستانيون الخمسة بتفاصيل واقعة الاعتداء على ضحيتهم واحتجاز آخرين وانتهاء عمليتهم الإجرامية بالخيبة والفشل الذريع بعدما اكتشفوا أن الخزانة الحديدية العملاقة التي سرقوها من مقر الشركة لا قيمة لها. وفي غضون ذلك صب شركاء «عرفات» المخطط الرئيس للجريمة جام غضبهم عليه بسبب فشل العملية وثأروا منه بتقديم إقرارات وتفاصيل جديدة حول حادث الاعتداء الذي راح ضحيته حارس المبنى. وكشفت شرطة جدة عن سوابق على اللصوص الخمسة. وقال زعيمهم عرفات للمحققين إن التخطيط للعملية استغرق نحو أسبوعين في حين لم يتطلب تنفيذ السرقة غير أقل من نصف ساعة شهدت مقتل الحارس، وتكبيل رفاقه والهرب بالخزانة المالية المستهدفة التي اتضح أن لا قيمة لها. زيارة خاطفة التفاصيل الجديدة كما رواها الزعيم «عرفات» أنه أمضى ساعات طوالا لمراقبة الشركة المستهدفة ورصد تحركات العاملين ومعرفة ثغراتها والمسؤول عن مفاتيحها. وأشار المتهم الأول في أقواله إلى أن الاختيار وقع على الشركة بعد بحث استمر عدة أيام. وعمد بعد ذلك إلى تسجيل زيارة خاطفة إلى المكان والتقى عددا من العاملين بحجة رغبته في التعاقد معهم على إنجاز مشروع غير أنه استهدف معرفة مداخل الشركة ومخارجها وموقع الخزانة. وعاد ثانية إلى الموقع بعد أيام لاستكمال جمع المعلومات حيث بقي خارج المبنى لساعات عدة مستقلا سيارة أجرة وبعد عشرة أيام من المراقبة وجمع المعلومات قرر عرفات تنفيذ مخططه بالتنسيق مع آخرين من ذات الجنسية. أعد المتهم الأول خطة الهجوم وكلف ثلاثة من أعوانه بارتداء أقنعة سوداء فيما كلف رابعهم ارتداء الزي السعودي وطرق باب الشركة في ساعة متاخرة من الليل بحجة أنه من رجال الأمن. في الرابعة فجرا تحركت العصابة إلى مقر الشركة وطرق السعودي المزيف الباب طرقات متتالية مؤكدا أنه من جهة أمنية وبمجرد الاستجابة إلى الطرقات انقض الخمسة على الحارس وقيدوا حركته واقتادوه إلى إحدى الغرف وحاولوا انتزاع مفاتيح الأبواب منه غير أنه دخل معهم في مقاومة عنيفة فشرع الخماسي في ضربه لكن زعيم العصابة عرفات نصح رفاقه بالتخلص منه لأنه تبين ملامح وجهه من خلف القناع فخشي على نفسه فقرر التخلص من حياة الشاهد الوحيد. خزانة فارغة طبقا للاعترافات المقيدة في محاضر الشرطة فإن الخماسي عجزوا في الوصول إلى مفاتيح الأبواب الرئيسة لكنهم وصلوا إلى خزانة صغيرة ولما عالجوا أمرها وجدوها خالية ثم حملوا أخرى عملاقة وهربوا بها قبل أن يكتشفوا خلوها من الأموال والأشياء الثمينة. عرفات أشار في اعترافاته إلى أن رفاقه اللصوص انقلبوا عليه وطالبوه تدبير الأموال بهدف تغطية عملية السرقة الفاشلة كما اتهموه بسوء التخطيط والتلاعب بهم فوعدهم بخطة أخرى لسرقة منشأة أخرى غنية وشهيرة. يشار إلى أن سلطات الأمن نجحت في الإيقاع بعصابة عرفات بعد أسبوع من الجريمة رغم ضآلة المعلومات حيث أفلحت وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في شعبة التحريات والبحث الجنائي في إسقاط الجناة بعد عمليات بحث وتحر. وكانت عناصر الأمن اشتبهت في أحد أعضاء الشبكة الإجرامية عندما ظل يحوم حول مسرح جريمته وبضبطه وتوقيفه ومحاصرته بالأسئلة اعترف بفعلته وأرشد عن رفاقه. تابع العمل الأمني مساعد مدير شرطة جدة للأمن الجنائي العميد محمد الجهني، ومدير التحقيقات الجنائية فيما أشرف عليه مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي المقدم محمد نهار، وقاد العمل الأمني الميداني المقدم عيضة المالكي ومساعده الملازم أول إبراهيم القرني.