سددت سلطات الأمن في القصيم ضربة موجعة ضد شبكة من تسعة لصوص، تورطوا في 278 جريمة وسرقة متعلقات ومبالغ تصل إلى أكثر من خمسة ملايين ونصف المليون ريال. وكشفت الشرطة أن من بين الجناة عاملا في أسواق الذهب كان يتولى تصريف المسروقات، واعترف جميع المتهمين بالجرائم المقيدة ضدهم في مراكز الشرط. وبحسب المعلومات فإن الشبكة درجت على إخفاء مسروقاتها في منارات المساجد البعيدة، كما تورط أحدهم في اغتصاب خادمة مع ترويع الأطفال الصغار بإطلاق النار لضمان صمتهم. إلى ذلك عرضت سلطات الأمن في القصيم فيلما مصورا لشرح أسلوب الشبكة في السطو والسرقة. في الأثناء أبلغ المتحدث الرسمي في شرطة منطقة القصيم، المقدم فهد علي الهبدان، في مؤتمر صحافي عقد أمس في مقر إدارة التحريات والبحث الجنائي في بريدة، بحضور مدير إدارة التحريات والبحث الجنائي العقيد عثمان المحيميد، ومدير إدارة مكافحة السرقات المقدم علي المقبل والملازم أول ماجد المنسلح إلى جانب عدد من أعضاء الفريق الأمني تفاصيل الجرائم خلال الستة أشهر الماضية. وشرح أن إدارة البحث رصدت في الفترة الماضية ارتفاعا في حوادث السرقات، وأن أغلبها افتقرت إلى المعلومات وتبين من التحريات المبدئية استخدام الجناة أساليب خطيرة في التنفيذ مثل الأسلحة في الترويع والتهديد وإرغام الأطفال والخادمات على كشف مخابئ المال والمجوهرات. وأضاف المتحدث أن أحد الجناة اعتدى على خادمة منزلية وفعل بها الفاحشة. استقراء البلاغات وزاد المتحدث أنه عند اكتمال المعلومات صدرت التعليمات من مدير الشرطة اللواء عبدالله الزهراني بتشكيل فريق عمل لإعادة دراسة البلاغات والاستفادة مما ورد من معلومات والربط بين المشبوهين. وأضاف الهبدان أن استقراء البلاغات ودراسة النمط الإجرامي قاد إلى ضبط الشبكة في حالة تلبس بعد تنفيذهم سرقة خزانة تحتوي مشغولات ذهبية. وأضاف المتحدث أن عدد الجناة تسعة كلهم من المواطنين وصادقوا على اعترافاتهم أمام جهات الاختصاص. استغلوا فواتير الكهرباء لمعرفة هواتف وعناوين المنازل وأصحابها وأوضحت شرطة القصيم تفاصيل الجرائم التي تورطت فيها الشبكة منها 278 واقعة أغلبها سرقة المنازل اقترن بعضها بالسطو المسلح وإطلاق النار والاغتصاب بالإضافة لسرقة محلات تجارية واستراحات وأغنام وسيارات. كما ثبت أن المواطنين لم يقدموا بلاغا في 54 حادثا مماثلا، وتقدر قيمة المسروقات والأضرار الناجمة عن نشاط العصابة بنحو خمسة ملايين ونصف المليون ريال وتمت إعادة كل المسروقات إلى أصحابها. الإخفاء في المنارات وكشف المتحدث الرسمي في شرطة القصيم أن الجناة عمدوا إلى إخفاء بعض مسروقاتهم في منارات بعض المساجد دون مراعاة لحرمتها، كما أخفوا بعضها في منازل وحقول مهجورة. ومن بين المتهمين عامل في سوق الذهب تورط في استقبال وشراء المسروقات كما تخصص آخر في بيع الأغنام المسروقة. استخدموا عاملا في سوق الذهب لتصريف مسروقاتهم وأوضح المتحدث الرسمي في الشرطة أن أعضاء الشبكة اعترفوا بأساليبهم الماكرة في تنفيذ جرائمهم منها معرفة صاحب المنزل المستهدف بواسطة قراءة فواتير الكهرباء المتروكة عادة في العدادات الكهرباء والتوصل إلى رقم هاتف صاحب المنزل للتأكد من وجوده من عدمه. كما درجوا على طرق الأبواب للتأكد من خلو المنازل من أصحابها إلى جانب مراقبة المنازل والطواف في الأحياء المستهدفة. وفي رد على سؤال «عكاظ» حول أهمية نشر الأحكام قال إن تنسيقا يجري في هذا الشأن ممتدحا دور هيئة التحقيق والادعاء العام ومحكمة بريدة في توثيق الاعترافات.