تعجبني مواسم الفرح، وتغمرني بالبهجة والمسرات حتى آخر قطرة دم في أوردتي وأقصى شهقة روح في حناياي، ولكن منذ أن ابتلينا ب «عيد بأية حال عدت يا عيد» والجميع من حولنا يتركون هذه الفرحة الطبيعية تنسل كالماء أو الرمل من بين أصابعهم وأوقاتهم، وهم يتباكون على الماضي والأمس والزمان القديم.. يا ناس يا هوه. نحن نحِن للماضي عندما نتذكر آباءنا وأمهاتنا وأصدقاء طفولتنا وطفولتنا نفسها التي فقدناها. نحِن للماضي لنتذكر عبثا أكبر لا نستطيع أن نقوم به الآن، وجنونا أحمق لا يمكن أن ننجزه الآن، ولكن في النهاية الحاضر هو الذي لنا. الحاضر هو الذي نزرعه بأكفنا، ونبتهج به بوجوه أطفالنا، ونتمترس حوله بكومة أحلامنا. الحاضر هو الذي نعيش فيه، ونسافر بالطائرات بدلا من السيارات المرهقة، والحاضر هو الذي نتواصل فيه مع آخر أحداث العالم وحوادث الدنيا ونعرف ما لنا وما علينا.. العالم الذي اخترع الانترنت والتلفاز. وعلى مستوى حياتنا نحن هنا.. كيف كنا، وكيف نحن الآن، وكيف سنكون غدا. أما أعداء الفرح الذين لا يعرفون سوى الكره والحقد والبغضاء والتشدد والتكفير والنهب والسلب وقطع الأرحام ومطاردة الابتسامات وقطع أعناق المسرات.. فهؤلاء لا نريدهم وليعودوا للماضي الذي ينادون به ويتركون لنا عالمنا وحدنا ومن يقاسمنا فتنة الفرح وبهجة الحياة. ألم يقل الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت «الحياة جميلة.. يا صاحبي». للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة