رجل الوفاء.. عبدالمجيد الطيار

غيب الموت رجل الوفاء والعطاء المغفور له بإذن الله عبد المجيد عابد الطيار أحد أعيان المدينة المنورة يوم السبت الثامن عشر من شهر رمضان الحالي.
كان أحد رجالات الدولة المميزين بعطائهم الوافر، عمل بجمارك المنطقة الشرقية وجمارك منطقة تبوك، انتقل بعدها مديرا لجمارك المدينة المنورة صاحب وفاء نادر سخر حياته خدمة لأصحاب الحاجات ومساعدتهم، وخصص بيتا إضافيا كدار ضيافة خلال عمله في تبوك والمنطقة الشرقية، ليقيم فيه صغار الموظفين المنتدبين والذين تم توظيفهم للعمل في تلك المدن، وأيضا للقادمين من المدينة المنورة وغيرها من مدن المملكة من معارفه وأصدقائه لطلب الرزق أو المرور عبر تلك المدن لعمل أو زيارة.
صاحب أداء إداري مميز لا تأخذه في الحق لومة لائم. حرص على الإنجاز والتفاني في الخدمة مع تميز في الأداء، وكان قريبا من كل من عمل معه وحرص على تنشئة ذريته على القيم الإسلامية وتعليم أبنائه في أفضل الجامعات والعناية بأحفاده وأقاربه، وكان نعم الوالد والأب والموجه والصديق والأخ.
أما قصته مع شريكة حياته فتروى كقصة نادرة من قصص الوفاء لزوجته خلال فترة مرضها ومتابعته لحالتها الصحية والسفر معها لأفضل المستشفيات خارج وداخل المملكة ولمرات عديدة تطول وتقصر، كان يشفق عليها فيما تعاني منه من المرض والألم، ويخبرني أنه يعاني أكثر منها بسبب آلامها، ولكنه محتسب عند الله حتى أسبغ عليها بالشفاء، متعها الله بالصحة والعافية وطول العمر وأسبغ عليها الصبر والسلوان وحفظ لها أبناءها وبناتها وأحفادها وعوضهم خيرا.
دائم السؤال والزيارة لأصدقائه ومعارفه وأقاربه يرتاد مجالس العلم ومجالس الأصدقاء، متفقدا لهم يسعى لإصلاح ذات البين ومد يد العون لأصحاب الحاجات والتوسط لدى المسؤولين لأصحاب الحاجات.
تشرفت بالعمل معه إبان رئاستي للغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة قبل خمسة عشر عاما وكان يرحمه الله نائبا لرئيس مجلس الإدارة. كانت نصائحه وتوجيهاته لها دور في زيادة صقل شخصيتي واكتسابي للمزيد من الحنكة والحكمة، تعلمت منه حكمة التعامل مع الأمور بروية ومعالجتها بحكمة والصبر على النوائب والتغلب على الصعاب.
أثر في جميع من عمل معه وقد ذرف الدمع عليه كل محب له وكل من تعامل معه ولو أردت ان استطرد لاحتجت إلى صفحات عديدة للحديث عن مناقب الوالد الفاضل يرحمه الله.
اللهم أغفر له في هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك وأسكنه فسيح جناتك وألهمنا جميعا الصبر والسلوان في فقدانه.
إنه سميع مجيب
.
* عضو مجلس الشورى