باغت نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس العراق في زيارة مفاجئة عشية الانتهاء الرسمي للمهمة القتالية للجيش الأمريكي في العراق، وليحث القادة العراقيين على العمل من أجل الخروج من الأزمة السياسية التي يتخبط فيها هذا البلد. فبعد أكثر من سبع سنوات على الاجتياح الذي أدى إلى سقوط الرئيس الراحل صدام حسين تنهي القوات الأمريكية رسميا اليوم مهمتها القتالية في العراق في الوقت الذي تعجز فيه الأحزاب السياسية عن التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة. ويتزامن الانسحاب التدريجي للجيش الأمريكي الذي فقد 4417 من جنوده حياتهم في العراق منذ العام 2003، أيضا مع تزايد الاعتداءات في الأشهر الأخيرة على القوات العراقية التي تثير مخاوف لجهة جهوزيتها على الاضطلاع لوحدها بمسؤولية الأمن. وقال بايدن في مؤتمر صحافي حول تجدد أعمال العنف «سيكون الأمر على ما يرام بالنسبة لنا، وسيكون أيضا بالنسبة لهم». ولم تعلن زيارة بايدن التي تستمر ثلاثة أيام مسبقا. وكان في استقبال نائب الرئيس الأمريكي في المطار سفير الولاياتالمتحدة جيمس جيفري وقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، بحسب مجموعة صحافيين يرافقون بايدن. وقال البيت الأبيض في بيان «إن نائب الرئيس جو بايدن وصل إلى العراق للمشاركة في الحفل لمناسبة تغيير القيادة وتغيير المهمة». إلى ذلك حددت القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي موقفها السياسي قائلة إنها لن تشارك في أية حكومة عراقية جديدة يرأسها رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته نوري المالكي. ونفت العراقية على لسان الناطق باسمها حيدر الملا في بغداد أمس وجود خلافات بين قادتها بشأن الأمور المتصلة بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة التي طال انتظارها. وقال الملا إن «الحديث عن وجود خلافات بين قادة القائمة العراقية خلال الأيام الماضية عار عن الصحة وإن القائمة لا تزال متمسكة بترشيح إياد علاوي لمنصب رئيس الوزراء». وتأتي هذه التصريحات متزامنة مع معلومات عن زيارة مرتقبة لنائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للعراق لإجراء مباحثات مع القادة السياسيين العراقيين بشأن الإسراع بتشكيل الحكومة العراقية وإنهاء الأزمة التي عصفت بالعراق منذ أكثر على خمسة أشهر بسبب فشل قادة الكتل الفائزة في الاتفاق على رئيس الحكومة المقبلة.