وصلت أمس إلى مطار كراتشي ثماني طائرات تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية من طراز (سي 130) تحمل على متنها المستشفى الميداني الثاني اللذين وجه بإرسالهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للشعب الباكستاني الشقيق المتضرر من جراء الفيضانات. وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية باكستان الإسلامية عبد العزيز بن إبراهيم الغدير، أنه سيتم نقل المستشفى الميداني الثاني إلى مدينة تهتها بإقليم السند الجنوبي لتقديم الخدمات العلاجية والطبية للمتضررين من الفيضانات. من جهة أخرى، نجح فريق الإنقاذ السعودي في باكستان أمس في إنقاذ 573 شخصاً من الفيضانات التي غمرت قرى عدة تتبع منطقة شيدر موري، ونقلهم إلى منطقة آمنة بواسطة قوارب الإنقاذ، إلى جانب تقديم العون والمؤونة إلى 300 أسرة متضررة، وتقديم الخدمات الطبية ل 150 شخصا. وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني الرائد عبدالله بن ثابت العرابي الحارثي أمس، أن فريق الإنقاذ السعودي يعقد اجتماعاً مشتركاً يومياً في غرفة العمليات الميدانية في مقر الفريق، مع ممثلين للقوات المسلحة الباكستانية لمعرفة المناطق الأكثر حاجة للمساعدة. وأشار الرائد الحارثي إلى أن قيادة فريق الإنقاذ تتولى دراسة الطبيعة الجغرافية للمناطق المتضررة، والطرق المثلى لتنفيذ عمليات الإنقاذ فيها، ومن ثم وضع خارطة عمل تسند مسؤولية تنفيذها إلى قائد الفريق من خلال مجموعته. وفي هذا الصدد أفاد الغدير، أن انطلاقة حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني التي بدأت أول قوافلها البرية أمس، ستستمر لثلاثة أشهر لإغاثة مليوني متضرر من الفيضانات، «حيث سيبلغ عدد الشاحنات ألف شاحنة، ستتوجه للمتضررين في أقاليم البنجاب، خيبر، بختونخواه، وكشمير». وقال السفير الغدير في كلمة له بمناسبة تسيير قافلة الخير الأولى لحملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني الشقيق 80 شاحنة إغاثية، «هذه الحملة وقفة من وقفات خادم الحرمين الشريفين الإنسانية للشعب الباكستاني المتضرر من جراء تلك الفيضانات»، مؤكدا أن الشعب الباكستاني والحكومة يثمنون لخادم الحرمين الشريفين تلك الوقفات التي بدأت منذ إنشاء الجسر الجوي الإغاثي مرورا بالحملة الشعبية التي جمعت أكثر من 402 مليون ريال، بالإضافة إلى فريق الإنقاذ السعودي الذي يشارك في البحث والإنقاذ للمواطنين الباكستانيين. من جانبه، أوضح نائب رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني جان محمد جمالي في كلمته في المناسبة أن «التاريخ يكرر نفسه عندما نرى القيادة والشعب السعودي يقف جنبا إلى جنب مع الشعب الباكستاني على مر السنين والعقود، وكلما واجهت باكستان أية محنة وجدنا الإخوة السعوديين سبقوا الجميع لمد يد التعاون إلى أشقائهم الباكستانيين».