بين صيحات الباعة المسوقين للوجبات الرمضانية في السوق الشعبي الواقع على طريق الحرمين في الركن الغربي لحي المنتزهات، ونظرات القادمين من الأحياء الجنوبية الشرقيةلجدة والباحثين عن الأكلات الشعبية المنتشرة هنالك، وقف سعيد إبراهيم والمعروف بين زبائنه ب(أبو الرؤوس) وهو يدعو المتسوقين لتجربة سلعته السنوية (رؤوس الأغنام) على مائدة الإفطار ولو لمرة واحدة لفوائدها الكثيرة حسب ادعائه. ورغم تواجد أربعة متخصصين في بيع رؤوس الأغنام في هذا السوق الشعبي الموسمي، إلا أن التواجد المكثف للزبائن أمام بسطة سعيد أبو الرؤوس يعطي انطباعا، بأنه ذو شعبية عارمة بين محبي تلك الوجبات الغريبة. يقول سعيد «منذ أكثر من خمسة أعوام اعتدت على بيع رؤوس الأغنام للزبائن في شهر رمضان، ومن هنا أصبح لدي عملاء جيدين، وتجد الإقبال الجيد وتصل مبيعاتي اليومية نحو 30 رأسا، يتوقف عن الحديث لحظات ليعدل من غطاء رأسه الأزرق ويمسح يده المشبعة بالدسم على أطراف ملابسه، قال: «نبيع الرأس الواحد ب15 ريالا، مقابل وجبة غنية تساعد على تقوية الظهر، وعظام الأطراف، وتعطي مفعول جنسي أكيد». وأضاف: «أبتاع رؤوس الأغنام من المسالخ بشكل يومي، وعادة ما تكون تلك الرؤوس من أغنام السواكن والتي يفضلها زبائني وأغلبيتهم من أبناء المنطقة الجنوبية وخاصة منطقة جازان وكذلك وأبناء الجالية اليمنية». ويبدأ تجهيز وجبة الرأس عادة ب(حرمسة الرأس) وهي يحرق الشعر الذي يكسو الرأس ومن ثم استخراج اللحم بكسر الجمجمة وإخراج المخ بالكامل ووضعه في كيس خاص ومن ثم تقطيع باقي اللحم المتجمع على الفكين، وكذلك اللسان والعين ووضعها في كيس آخر بعد إضافة الملح والبهار حسب طلب الزبون. وقال زبون من الذين اعتادوا على تناول هذه الوجبة الرمضانية، إنه اعتاد على تناول هذه الوجبة مرة واجدة في الأسبوع، وقال: «تناول هذه الوجبة يعطي الجسم انتعاشا رهيبا، وعليك أن تجربها مرة واحدة حتى تعتاد عليها». وأضاف «أتيت من حي الحرازات بحثا عن هذه الوجبة المميزة والتي اعتدت عليها منذ الطفولة، وكان يحبذها والدي ولم أكن أعرف فوائدها إلا في السنوات الأخيرة». ويعتقد غالبية متناولي رؤوس الأغنام أنها تساعد على تحريك الدورة الدموية وقدرتها الكبيرة على رفع الطاقة الجنسية لدى الرجال، ويعمدون على تناولها في الإفطار، وهنا يقول سعيد أحمد إبراهيم، أحد باعة هذه الرؤوس، إن لوجبة رؤوس الأغنام فوائد عديدة لا يكتشفها إلا من يتناولها باستمرار، مشيرا إلى أنها تساعد على الشفاء من آلام الظهر وأوجاع الصدر والأمراض المزمنة والحمى، ويضيف: «تناولها باستمرار يرفع الطاقة الجنسية للرجل وهو ما يجعل الإقبال عليها كبيرا من قبل الزبائن». من جهته، حذر الدكتور هاني نيازكي أخصائي السموم والكيمياء الشرعية في صحة جدة من تناول هذه النوعية من الطعام لخطورتها، وقال: «نسبة الدهون في لحم الرأس عالية وتشكل خطورة على صحة الإنسان خصوصا في شهر رمضان، كما يحتوي المخ على نسبة كوليسترول عالية تؤدي إلى أمراض القلب وانسداد الأوعية الدموية وتؤدي أحيانا لأصحاب الأمراض المزمنة إلى جلطات بسبب انسداد الأوعية». علاوة على أنها مكشوفة وتتعرض للتلوث بالبكتريا الضارة عموما.