بحت أصواتنا وتعبت أقلامنا ونحن ننبه بعض المسؤولين إلى التدقيق في مفردات تصريحاتهم قبل إرسالها للصحف ونشرها بصيغتها الاستغفالية الاستفزازية، وأكدنا لهم مرارا وتكرارا أنهم لا يخاطبون الآن مجتمعا مغلقا أو ساذجا يصدق الأساطير والغيبيات والمستحيلات.. للأسف، يبدو أنه لا فائدة من كل تلك التنبيهات، فهذا بنك التسليف والادخار الذي ما زلنا حديثي عهد به يؤكد أنه سوف يقضي على واحدة من أهم المشاكل الكبرى المستعصية التي يواجهها المواطن، ويعاني منها منذ عقود طويلة، ألا وهي مشكلة «السكن».. ببساطة شديدة يقول التقرير السنوي الأخير المقدم من البنك إلى مجلس الشورى أن لديه «مشروعا إسكانيا ضخما من شأنه حل مشكلة الإسكان في مناطق ومحافظات المملكة كافة من خلال تمكين المواطنين من تملك منازل وشقق بأسعار مناسبة وأقساط مخفضة عن طريق برنامج جديد يحمل مسمى الوعاء الادخاري».. هذا ما نشرته صحيفة الحياة يوم أمس وأضافت إليه أن هذا المشروع يأتي بعد ملاحظة عدم وجود ثقافة الادخار في المجتمع السعوي وأنه بالترتيب مع «أحد البنوك» سيتيح للمواطن فتح حساب ادخاري شهري بدءا من 100 ريال فأكثر لامتلاك فلة ب «400» ألف ريال أو شقة ب «200» ألف ريال «يا بلاش.. طاح الرخا في الديرة». هكذا هو الأمر إذا.. كل الأجهزة الحكومية المعنية بمشكلة الإسكان لم تستطع حلها ليأتي بنك التسليف والادخار ويعلن بجرة قلم رهانه على إنهائها وبأسعار لا يحلم بها أكثر المتفائلين أو حتى المعاقين عقليا. أولا يا بنك الادخار والتسليف في أي أرض أو في أي كوكب سوف توفرون للمواطن فلة أو شقة بهذا الرخص، ونحن وأنتم نعرف الحقيقة ونرى الواقع؟ وبأي مسوغ توفرت لديكم الثقة وجرأة القول بأنكم ستوفرون السكن في «كل مناطق ومحافظات المملكة»؟ وحين تتحدثون عن الادخار فبربكم ماذا يستطيع المواطن أن يدخر وهو يئن تحت وطأة الغلاء وفوضى الأسعار وغياب الرقابة حتى أصبحت لقمة عيشه صعبة المنال، وأصبحت المئة ريال التي تتحدثون عنها وكأنها لا شيء تعني له مبلغا مهما في ميزانية أسرته؟ إذا كان البنك ينوي إنتاج فيلم من أفلام الخيال فسوف نصفق له، أما إذا كان جادا في تصريحه بهذا الشكل فإنه يستغفل مجتمعا بأكمله ليس في حاجة إلى مزيد من الاستغفال. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة