هناك فرق بين من يهتمون بمناقشة الأفكار وبمن ينحصر اهتمامهم بالأحداث والتعليق عليها، إذ تعتبر مناقشة الأفكار أولوية النخب وأصحاب الرؤى الذين يتسلحون بالدراسات ويفرشون الأسباب ويتعمقون في المسببات. في الأهلي بدأت الرؤية تتضح أن هناك إشكالية وإشكالية عميقة، إذ لم يخرج الجمهور الأهلاوي من صدمة انهيار الفريق الأول أمام الاتفاق حتى صدم في شباب النادي، إذ تحول فوزهم بثلاثة أهداف على شباب النصر في الشوط الأول إلى تعادل 4 4، ولا أعرف إن كان تقليدا تأثر به شباب الأهلي أم عدوى انهزامية أصيبوا بها، ولا أستبعد أن يكونوا قد لبسوا قمصان الفريق الأول فحلت عليهم اللعنة؟. أعرف أن هذا الخلل في مؤخرة الفريق مزمن، لكنه في هذا الموسم نتاج رئيسي لاستعداد لم يكن كافيا، حيث لم يسعف الحضور المتأخر للمدرب كشف ثغرات أصابت الأهلي في سنواته الأخيرة، إذ يعرف الشارع الرياضي أن أحد أسباب هزائم الفريق وانكساراته في سنواته الأخيرة ضعف دفاعه بالرغم من تدعيم الدفاع بالمر والموسى، وهو تدعيم يبدو أن خلفية المدرب لم تستوعبه وأن مساعده بدرة لم يضعه في الموقف المتأزم لهذا الخط، إن إعادة صياغة خط الوسط والدفاع بالأفضل والأجدر هو الحل لإيجاد توازن بين خطوط الفريق، كما أن الإسراع في هكذا حل هو مطلب، ومطلب ضروري لوقف نزيف النقاط قبل توقف الدوري. نعم إن هناك فرقا بين الرأي والمعلومة، لذلك ما كتبته من نقد عن الاستعداد الضعيف وغير المكتمل عناصريا في معسكر الأهلي ظهر جليا في بداية الدوري، لذلك لم يكن رأيا تشاؤميا كما وصف، أما وقد اتضح أننا كنا نكتب وفق معلومات فعلى الآخرين الصمت أو الكتابة بموضوعية وليس الصراخ، ففي غمار العمل الكلمة التشجيعية أفضل لتعديل الوضع وشحذ الهمم بدلا من التباكي. * * * أحفظ لعادل عصام الدين تقديرا خاصا، حيث كنت أحد طلبته في آخر فترة عمله محاضرا في قسم الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز، لذلك أشفقت عليه في حلقة (فوانيس رمضان) مساء السبت الماضي، إذ ليس أثقل على المرء أن يستمع إلى جمل من التضليل والحوار غير المتكافئ وغير المنسجم، على اعتبار أن الحديث قيمة ثمينة لا يمكن أن يتسرب إلى البيوت بألفاظ تخدش أكثر مما تفيد وتسيء أكثر مما تنير، فكيف إذا كانت من كتاب وإعلاميين وفي شهر فضيل كريم مبارك، إن أحد أسباب نجاح أي حوار تلفزيوني اتكاؤه على أجندة تحدد اختيار قضايا النقاش واختيار الأسماء الفاعلة التي تثري هذا الطرح وتعمقه وفق رؤية تؤمن بالآخر وتحترم رأيه وليس أسماء متنافرة تعتمد على الخلاف وإثارة المشاكل وتلهب المشاعر وتؤججها دون أية حقيقة يعكسها. * * * إن الاعتبارات الأخلاقية والمهنية والإعلامية هي أساس أي فعل إعلامي، وهو ما يعرفه (أستاذي)، لكن بعض ضيوفه في ذاك المساء خذلوه حتى إنه في لحظات من تلك الحلقة طلب أكثر من فاصل إعلاني لكي يعيد للمجلس هدوءه من ضيوف متنافرين، أحدهم يرى نفسه أنه الحقيقة بحد ذاتها في كل القضايا التي طرحت في ذاك المساء. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة