هل عشتم يوما تلك اللحظات التي يقضيها مريض الفشل الكلوي وهو جليس كرسي الغسيل؟ مؤلم ذلك المنظر لمن يشاهده بالعين فقط، فما بالكم بالذين يعيشونه حسيا ثلاثة أيام في الأسبوع ومنذ سنوات. تخيلوا حياتهم التي تتوزع للأبد بين المستشفى والبيت. تخيلوا أعياد بعضهم وهم يحتفلون بها اتقاء الألم من على كرسي المرض. تخيلوا أسبوعهم الذي تصير أيامه موزعة بين ألم وأرق وانتظار لما ينتظرهم من أوجاع. دخلت يوما، وبالصدفة، إلى إحدى تلك المراكز: فيها شباب هرموا بالسوء قبل الأوان. وأطفال شاحبة أجسامهم وقد حرموا من الابتسامة الكاملة بعد أن أخذهم المرض إلى حيث لا يريدون. يحلمون كثيرا لكنهم لا يبوحون بأحلامهم، خشية أن ترهق من معهم بعدما أرهقوا بقيمة الأدوية ووسيلة النقل وتكاليف الرعاية الطبية الطارئة. هم مأسورون بمرض يصعب أن يتعايش معه إنسان. سأخذكم إلى رسالة من سطرين لمريض خذلته كليتاه، واستسلم مؤخرا لكرسي الغسيل: «أكتب لك هذه الرسالة بعد أول تجربة مع الكرسي. منذ أيام كان منزلي هو عنواني، لكن من اليوم أعتقد أن الأمر تغير كثيرا وللأبد. صرت موزعا بين البيت والمستشفى، وصار مرضي حملا ثقيلا جدا جدا على أهلي وأنا. صحيح أني أخذ نصيبي من العناية الطبية بالمجان، لكني أدفع أضعاف ذلك لأتعايش مع تبعات ذلك المرض عندما يصيب ما كان سليما في حياتي: إنه يأتي على كل جسمي ببطء، ويأتي على جيب أهلي حين يدفعون للدواء والسيارة والطائرة، ويأخذونني طارئا آخر الليل إلى مستشفى بالجوار. هذه حياتي». لم أكتب بالأعلى إلا سطرا من آلاف يفترض أن تكتب من أجل أولئك المرضى وغيرهم. هم يستحقون المساعدة، والكتابة عنهم تظل حقا لهم ولغيرهم ممن يحتاجون إلى مجتمعهم. فشكرا لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية وهي تفتح لهم بابا إلكترونيا يعينهم على آلامهم ويساعدهم ويقرب مجتمعهم إليهم برسالة جوال نصية إلى الرقم «5060». إنها فرصة ليأخذ مرضى الفشل الكلوي في مدن الأطراف والقرى البعيدة حقهم من العناية الطبية الحقيقية. ساعدوهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة