تستعد باكستان لمزيد من الفيضانات في الجنوب، بينما يعقد مسؤولوها محادثات في واشنطن مع صندوق النقد الدولي بشأن سبل دعم الاقتصاد تحقيقا للاستقرار. وقال الصندوق إنه سيراجع ميزانية باكستان وآفاقها الاقتصادية بسبب ضخامة كارثة الفيضانات التي أتلفت المحاصيل الزراعية والبنية التحتية وشردت أكثر من أربعة ملايين نسمة وأثارت المخاوف بخصوص احتمال استغلال المتطرفين لهذه الفوضى. وتتراوح نسب النمو المتوقعة لهذا العام بين صفر وثلاثة في المائة مقارنة مع نسبة 5.4 في المئة المستهدفة رسميا وتخشى الولاياتالمتحدة أن يؤدي ضعف اقتصاد باكستان إلى زعزعة استقرارها وهي تقوم بدور رئيس في محاربة المتطرفين. كما تعرضت الزراعة في البلاد التي تعتبر عماد الاقتصاد الباكستاني لضربة قوية، إثر الفيضانات الأخيرة. وقال وزير الغذاء الباكستاني نزار محمد جوندال إن الفيضانات دمرت المحاصيل أو الحقت بها ضررا فادحا في مساحة قدرها 4.25 مليون فدان ومن بينها محاصيل القطن والأرز وقصب السكر والذرة. ويقول مسؤولون في وزارة الغذاء إن المساحة المزروعة في باكستان تقارب 23 مليون هكتار. ومن المقرر أن تتناول المحادثات مع صندوق النقد الدولي تقييم الآثار الاقتصادية للفيضانات وتقدير الإجراءات المطلوبة للتصدي للأضرار ومناقشة السبل التي يمكن أن يساعد بها صندوق النقد الدولي. ومن الممكن أن تأتي المساعدة على صورة خفض بعض المستويات المستهدفة في إطار برنامج القروض أو السماح للحكومة بترك البرنامج والحصول على قرض آخر للإغاثة من الكارثة. ومن شأن أي اضطرابات أن تعزز التمرد الذي تقوده طالبان والذي قال الجيش إنه حقق تقدما جديا في مجابهته قبل الفيضانات التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الباكستاني محمودر قرشي إن مجموع التبرعات التي قدمها المانحون أو تعهدوا بتقديمها لمساعدة ضحايا الفيضانات تجاوز 800 مليون دولار في الوقت الذي يخشى فيه مئات الآلاف في جنوبي البلاد التعرض لمزيد من الدمار.