عالم المطوفين والمطوفات عالم غريب عجيب، فهذه المهنة ليست موجودة إلا في مكان واحد على وجه الأرض، لذلك فإن كل ما يتعلق بها هو فريد من نوعه، وشكاوى المطوفين لا يمكن حصرها وكلها ناتجة عن إجراءات معقدة تحكمها مصالح العاملين في المؤسسات التي تنظم هذه المهنة، فعوضا عن سعي هذه المؤسسات إلى تطوير هذه المهنة التي نتشرف بها ولا يقوم بها أحد غيرنا أصبح المطوف مضطرا للتحايل على الإجراءات والتطبيل لرؤساء مؤسسات الطوافة كي يضمن بقاءه. وما يعانيه المطوفون لا يمثل شيئا بالنسبة لما تعانيه المطوفات، فالمعتاد عندنا أن تكون معاناة المرأة أضعاف معاناة الرجل، ولهذا السبب حاولت المطوفة إيمان حسني أن تنتصر لمهنتها ونشرت مقالا في إحدى الصحف يتضمن اقتراحات لتطوير مهنة الطوافة وتذليل العراقيل التي توضع في طريق المطوفة، إيمان المطوفة البريئة صدقت الكلام الذي يقال حول الشفافية والمكاشفة وتقبل وجهة النظر الأخرى وكتبت مقالا يتضمن اقتراحات لتطوير المهنة .. فقط اقتراحات .. و(عينك ما تشوف النور) .. حيث يمكنكم أن تصفوها اليوم بأنها (مطوفة سابقا) أو في أحسن الأحوال (مطوفة مع وقف التنفيذ)! .. وهذه نهاية كل من يصدق حكاية الشفافية!. تقول إيمان: (لا يخفى عليكم أن المطوفات لايحق لهن العمل خلال موسم الحج وإنما على المطوفة أن تقوم بتوكيل من ينوب عنها للقيام بعملها شريطة أن يكون محرما لها أو توكيل أي واحد من أبناء المطوفين!، وهو الأمر الذي يضعها سنويا في رحلة من العذاب في البحث عن وكيل لها خصوصا إذا كان هناك أربع أخوات مطوفات ولديهن أخ واحد أو عم واحد أو خال واحد فقط، وفي أحيان كثيرة تتعرض للابتزاز من قبل الوكلاء الذين يعرفون حاجتها الماسة لهم، المهم أنني كتبت مقالا نشرته في إحدى الصحف وأرسل لك نسخة منه تضمن عدة اقتراحات لحل هذه المشكلة المعقدة، هذا كل ما فعلته .. ثم اخترت ابن شقيقي كي يكون وكيلا لي في موسم حج 1430 فلم يتم اختياره رغم وجود شواغر، ثم فوجئت بأن اسم وكيلي يظهر على الشاشة دون أن يعرف أحد وكيل من هو؟، وحين بدأت بمتابعة الموضوع قال أحد المسؤولين في المؤسسة لشقيقي الأكبر إن أختكم تكتب كلاما لا معنى له في الصحافة!، اشتكيت لوزارة الحج فتم تجميد الشكوى، حاولت الاتصال ببعض المحررين الصحفيين فاكتشفت أنهم غارقون في مهمة التطبيل للمؤسسة لمصالح خاصة، والأدهى والأمر بأنه تم تكوين لجنة نسائية جميع عضواتها من زوجات وشقيقات مسؤولي مؤسسة كي يدلين بتصريحات صحفية حول ما تتمتع به المطوفات من تسهيلات غير عادية! .. وبالطبع تلقف المحررون إياهم هذه التصريحات بحماس شديد ونشروها بالبنط العريض!، والسؤال: كيف تتمتع المطوفات بالتسهيلات الكبيرة وهن محاصرات باللاءات الثلاث؟ .. لا لمراجعة المطوفة إدارة المؤسسة لإنهاء أي معاملات تخصها لعدم وجود قسم نسائي! .. لا لحضور المطوفة للتصويت في الجمعيات العمومية لمناقشة الميزانية وبإمكانها أن توكل أي رجل من الشارع للتصويت بدلا عنها! .. لا لمشاركة المطوفة بالعمل خلال موسم الحج ولازم توكل محرما لها وإلا ابن مطوف! .. المهم أنني يا أستاذ خلف دفعت ثمنا باهظا لكتابتي هذه المقترحات .. ولو أنني على قول واحدة مطوفة كتبت مدحا في رئيس المؤسسة لكنت الآن في اللجنة النسائية! .. قلت لا والله أنا ما أكتب مقالا أنافق فيه زي هذاك الكاتب اللي يقول: إذا جاء ذكر الوطن فإن اسم رئيس المؤسسة يأتي في أول الصفوف!). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة