في سوق أبو عريش القديم، يقف الفوال أحمد العميش إلى جوار جرة الفول يداعبها بمهارة إرضاء لزبائنه الذين يصطفون في طوابير؛ بغية الحصول على صحن فول رمضاني، خصوصا أن لطبق الفول علاقة حميمة مع المائدة الرمضانية. وأوضح العميش ل «عكاظ»، أن الطلب على الفول يتضاعف في شهر رمضان، لذلك يجهز نحو 200 كيلو من الفول لمواجهة هذه الزيادة، وقال: «تجهيز الفول يستغرق الكثير من الوقت والجهد والعناء والمتابعة المستمرة التي تصل لقرابة ال13 ساعة يوميا تبدأ من بعد صلاة الفجر حتى العصر بقليل. وزاد: «تعد فترة البيع المحددة ما بين العصر والمغرب من أصعب اللحظات وتشهد زحاما شديدا، خصوصا أن الكثير من الزبائن قليلو الصبر ولا يتحملون عناء الوقوف ونحن نفهم نفسيتهم ونمتص غضبهم». وهنا أشار محسن فتح (60 عاما) إلى أنه لا يستغني عن صحن الفول ويحرص منذ أكثر من 40 عاما على تواجد طبق الفول ورغيف التميس على مائدته الرمضانية، إلا أنه يرفض أن يقدم له في الأواني المصنوعة من البلاستيك، لذلك تجده يحمل معه إناء فخاريا مخصصا لهذا الغرض، باعتبار أن الأواني البلاستيكية تغير من نكهة الفول الحقيقية على حد قوله. أما ماجد مهدي حكمي، فيرى في الفول مادة غنية بالعناصر الغذائية الصحية، وفي متناول الجميع، وقال: «رغم انزعاجي من الاصطفاف في طوابير الشراء، إلا أن المائدة الرمضانية لا تكتمل إلا بطبق الفول المسبك بزيت السمسم البلدي».