لا تستنكر أن تدلف إلى أية مدرسة أو دائرة خدمية حكومية فيزاحمك على البوابة أحد العاملين فيها وقد ينظر إليك على أنك ضايقته في الدخول وهو يحمل «التميس والفول» وقد تلطخت يداه بزيت الفول الذي يكون قد تسرب من الصحن البلاستيكي، هذا إذا لم يكن المتسرب هو «السمن غير البلدي من ماركة ملعقة وشوكة». الإفطار داخل مقر العمل فيه أقوال عدة، لكني لم أقف على دراسات ترجح قولا على قول، إلا أنني أعرف مقولة لكاتب غربي يقول: «كل المشاكل تحل على الطعام» ولي تحفظ على ما قال، فعندنا تتوالد كل المشاكل على مائدة الطعام وأولها مشكلة انتفاخ الكرش، ثم يليها تخريب البيوت، مرورا بانسداد فتحات الغسالات بالدسم المتقاطر من أيدي الضيوف وغيرها. آراء تتفق وتختلف حول إفطار العمل أي داخل العمل فالآراء المعارضة يخشى أصحابها من تكاسل الموظفين وتباطؤهم في إنجاز العمل والتأخر عن القيام بواجب الوظيفة وأنه قد تثار خلافات واختلافات بينهم بسبب الأحاديث التي عادة تدور رحاها بالتناسق مع طحن الأسنان للتميس وعجنه بالفول، والمؤيدون للإفطار داخل المدرسة أو الدائرة يرون أن خروج الموظفين خارج مكان العمل بغرض الإفطار مضر بالعمل ومصالح الناس، إضافة إلى أن المطاعم ستمتلئ بمنظر المدرسين والموظفين وسيشكلون مشهدا غير حضاري بوجودهم أثناء العمل الرسمي في المطاعم، وأن الصبر على رائحة الفول ومنظر فتات التميس وعلى نشاز أصواتهم وهم «يسولفون» في إحدى زوايا المكان أفضل ألف مرة لمصلحة العمل والعاملين من خروجهم خارج مقر العمل، لكن نسي الجميع أن هناك رأيا وسطا وهو لماذا لا يفطر الموظفون أو المدرسون في بيوتهم قبل أن يذهبوا إلى عملهم؟ أتعرفون لماذا لا يفطرون؟ حجتهم أنهم لا يجدون نفسا للأكل في الصباح! وهو جواب يحتاج إلى دراسة عميقة مثل الدراسات التي تسبق المشاريع. محمد إبراهيم فايع خميس مشيط