السكن والاستقرار يأخذ ترتيب الأولوية في الهم العام في مجتمع كله من الشباب، وعند هؤلاء تنسى الأولويات الأخرى في تضخم هذا الهاجس، الذي أصبح كثيرون يحسون أنه ثقب أسود يلتهم رواتبهم إيجارا، ولا أمل لهم في بناء حياة مستقرة بدونه، ويستثنى من هؤلاء من حصلوا على دعم الأسرة بمنزل أو أرض، وهم قليل جدا. الجمعيات الكبرى مثل مؤسسة الملك عبد الله لوالديه ومثيلاتها بدأت مشاريع موفقة لسد حاجة المأوى للأسر المعدمة، أما الفئات التي تعتبر طاقة العمل من رجال ونساء، ورواتبهم تتراوح بين (3000)و(6000) ريال فهم الفئة التي تعاني فعلا الأمرين من استحالة الوصول لقيم الأراضي السكنية، وتقتر على نفسها لتوفير الأجور المبالغ فيها، فالأرض الجرداء مثلا تباع بقيم متفاقمة خاضعة لمضاربة أصحابها في مبايعات وهمية للحفاظ على أسعار عالية، على رغم توفر المعروض منها، والذي لا يختلف اثنان على أنه يمكن من خلال منافسة تجارية عادلة أن ينخفض للثلث والنصف، وهو ما لا تريده فئتا الاحتكار، والمضاربة في القطاع العقاري. وفي تفاصيل المشكلة أن مجتمع الشباب يشكون من أنهم يقتربون من الكهولة دون أي تحرك في اتجاه أساليب، ومنتجات عقارية جديدة تجعلهم قادرين على امتلاك السكن، وبناء أسر مستقرة. أما محاولة منتجات عقار ممكنة للتملك، والتقسيط على أمد طويل فهي غير ممكنة، أو مستحيلة، أمرين الأول تعثر نظام الرهن العقاري الذي تعسرت ولادته، والثاني رجال العقار المضاربين، مما جعل قطعة أرض جرداء شيء من الأحلام بحيث يعتبر أمل الحصول عليها مثل الأمل بالحصول على قطعة أرض على القمر، فالشباب أمام حالة المستحيل بدون منطق مقنع، فالأراضي لدينا شاسعة مقفرة، ولكنها تباع وكأنها مناجم ذهب صافي. في رأيي أن التحرك المنطقي يأتي بحصر الأسر الشابة التي تستأجر الآن المساكن، وبدء برنامج بناء على مدن جديدة، وتجمعات تتبناها الدولة من صندوق الاستثمارات العامة، وتنافس فيها الدولة قطاع احتكار العقارات الكبرى، بحيث يسكن المحتاجون وقليلو الدخل من الأقل إلى الأعلى، ولا شك أن منافسة الدولة تجاريا للمتعنتين المحتكرين للعقار شيء مشروع لأن وضع المواطن متدني الدخل يزداد تفاقما سنة بعد سنة، ومن يستأجرون المنازل يعرفون هذه الحقيقة. مع الأسف ما نراه من مشكلات هو بسبب قلة من التجار محتكري العقار، وفي حال لم تستطع الدولة إقناعهم بفك هذه الاحتكارات، وتسييلها فلا طريق غير أن تنافسهم مباشرة بقوتها المالية لتردهم للحق، وتجعل ترابهم في نحورهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة