قال عقاريون إن أسعار الفلل والشقق السكنية في العاصمة الرياض انخفضت خلال الأسبوعين الماضيين بنسبة 10% نتيجة تراجع الطلب وارتفاع نسبة المعروض. وتوقعوا أن تواصل الأسعار الانخفاض في ظل الأزمة المالية العالمية، مؤكدين على أن نسبة الانخفاض ستتفاوت من حي لآخر ومن مدينة لأخرى. وباتت تحركات المضاربين في السوق العقارية تتباطأ شيئا فشيئا عقب ارتفاع حدة المخاوف بشأن تأثير الأزمة العالمية على السوق المحلية خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي قاد بعض ملاك الأراضي الفضاء إلى الاحتفاظ بها حتى إشعار آخر. وقال خبير السوق العقارية في العاصمة الرياض إبراهيم الراجحي إن أصحاب العقارات السكنية قدموا خلال الأسبوعين الماضيين تنازلات سعرية لكن الطلب بقي راكدا. وأضاف "انخفاض مستوى الطلب وارتفاع نسبة المعروض، دفع بعض أصحاب الفلل والشقق السكنية إلى تخفيض أسعارهم بنسبة 15% ". ولفت الراجحي إلى أن المضاربين في السوق يتخوفون من إمكانية انخفاض السعر مستقبلا ، مشيرا إلى أن أسعار الفلل والشقق السكنية في العاصمة الرياض تراجعت خلال الأسبوعين الماضيين بنسبة 10%. وأشار إلى عدة أسباب ساهمت في هذا الانخفاض أبرزها انخفاض مستوى الطلب، و أسعار حديد التسليح وعدم اتضاح الرؤية المستقبلية لأداء القطاع في ظل الركود العالمي. وتوقع الراجحي أن يستمر مسلسل الانخفاض، مع اختلاف نسبة التراجع بين مدينة وأخرى وحي وآخر، موضحا أن الأزمة المالية العالمية أربكت تحركات أصحاب الأراضي الفضاء، الذين فضلوا الاحتفاظ بأراضيهم حتى (إشعار آخر) على أمل ارتفاع أسعارها مستقبلا. واستدل الراجحي على تراجع معدلات الطلب في السوق العقارية بتراجع حجم صفقات العقار الأسبوعية، موضحا أن المهتمين في هذا السوق يترقبون ظهور ملامح أثر الأزمة العالمية على السوق المحلية مع بداية العام الجديد. لكن الراجحي توقع أن تحافظ أراضي الفضاء على أسعارها إلى حد ما، موضحا أن انخفاض تكلفة البناء يحفّز الكثير على شراء أرض فضاء وبناء مسكنه عليها بعيدا عن الإيجارات السنوية المرتفعة. من جهته أكد مدير مكاتب "المحمد" العقارية سامي محمد أنه رغم تخفيض الأسعار إلا أن عمليات شراء ضخمة لم تشهدها السوق منذ نحو شهر، وقال "أصحاب العقارات السكنية الذين يهدفون إلى بيعها ومن ثم شراء أرض جديدة للبناء عليها ومن ثم بيعها، أو غيرهم من المضاربين الذين يبحثون عن ربح سريع، يشعرون هذه الفترة بمخاوف نتيجة انخفاض الطلب ". ونفى أن يكون انخفاض السيولة النقدية سببا وراء تراجع الطلب بقوله" تأثر السوق العقارية في المملكة بالأزمة العالمية أمر لا يمكن استبعاده نهائيا ،فسوق العقار تعد إحدى القنوات الاقتصادية التي تتأثر بالمتغيرات الخارجية، و نسبة التأثر قد تختلف من منطقة لأخرى ". من جهته وصف عادل الضيف وهو مسوّق عقاري منذ نحو 15 عاما تراجع أسعار العقارات خلال هذه الفترة ب "المتوقعة"، مؤكدا على أن السبب الذي يجعل السوق العقارية لا تتفاعل سريعا مع المتغيرات الخارجية هو (الاحتكار) من بعض التجار. وقال الضيف ل"الوطن": أسواق الأسهم تتأثر سريعا بالأخبار الخارجية، نظرا لأنها سوق مفتوحة وغير محتكرة بأيدي فئة معينة ، موضحا أن تراجع مستوى المضاربات في السوق العقارية سيقود إلى انخفاض الأسعار خلال الربع الأول من العام المقبل. إلى ذلك أكد تقرير عقاري صادر عن شركة "جونز لانج لاسال" أن المملكة تعد أكبر سوق عقارية في منطقة الخليج، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يتضاعف حجم المعروض من العقارات التجارية إلى 30 مليون متر مربع بحلول عام 2012. وذكر التقرير أن المملكة احتلت المرتبة السادسة بين أكبر الدول التي أدخلت تحسينات على مستوى العالم فيما يخص بيئة الأعمال، الذي يصب في المحصلة النهائية في خدمة السوق العقاري. وأوضح التقرير ذاته أن حجم النقص في السوق العقارية في المملكة على المساكن الخاصة يصل إلى 500 ألف وحدة سكنية خلال هذا العام، متوقعا في الوقت ذاته أن تبلغ مليون وحدة سكنية خلال عام 2012.