سعادة رئيس تحرير صحيفة عكاظ أطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم الموقرة بتاريخ 29 يوليو 2010، للكاتب عبدالله بن بجاد العتيبي تحت عنوان «هيئة السياحة.. الغائب الأكبر» والذي دعا خلاله الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى استثمار المواقع السياحية في «عالية نجد» مشيرا إلى أن الهيئة غائبة عن مواقع تاريخية مهمة مثل مدائن صالح والأخدود وغيرهما. وإذ نشكر الكاتب على اهتمامه بموضوع السياحة الوطنية، نود إيضاح بعض النقاط والتساؤلات المهمة التي طرحها في مقاله: أولا: نتفق مع الكاتب في أهمية استثمار المواقع الأثرية والتاريخية ومنها المواقع التي أشار إليها الكاتب. ونوضح هنا أن الهيئة العامة للسياحة والآثار لم تغفل حصر المواقع الأثرية والجغرافية والتاريخية المهمة، وقد أدرجت الكثير منها في قائمة المواقع الأثرية والتراثية التي تجاوزت 12 ألف موقع، وسيتم التعامل معها حسب أهميتها. وقد بذلت جهودا كبيرة لضم مواقع أثرية سعودية لقائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، وقد وافقت لجنة التراث العالمي في اجتماعها يوم 31 يوليو الماضي في البرازيل على تسجيل حي الطريف في الدرعية التاريخية ضمن القائمة، وفي العام 2008م تم تسجيل مدائن صالح في قائمة التراث العالمي، كما تعمل الهيئة حاليا على تهيئة منطقة جدة التاريخية لتسجيلها ضمن القائمة. ثانيا: تتطلب التنمية السياحية تداخل جميع الأطراف ومكونات المجتمع المحلي في تطويرها وجذب السياح، فهي صناعة مجتمعية، ويعتبر تفاعل المواطنين شرطا أساسيا لإنجاح أي مشروع تنموي، حيث يشترك المواطن مع عدد من الشركاء في القطاع الخاص والحكومي في تهيئة وتأهيل المواقع السياحية والحفاظ عليها. ثالثا: تعتمد الهيئة العامة للسياحة والآثار منهجية اللامركزية في التنمية السياحية، فالهيئة كجهاز مركزي تضع السياسات والتنظيمات العامة والخطط المساندة والإشراف التنسيقي، وتساعد في تحديد الفرص الاستثمارية وإيجاد التسهيلات المناسبة للقطاع الخاص، كما أنها تحفظ القطاع الخاص على الاستثمار في صناعة السياحة وتقوم بتهيئة الظروف المواتية لتطويرها ودعمها ومساندتها، وقامت الهيئة في هذا المجال بالتنسيق مع إمارات المناطق بإنشاء مجالس التنمية السياحية في المناطق، كما قامت بوضع اللوائح التنظيمية لقطاع السياحة، وشملت المرشدين السياحيين ووكلاء السفر ومنظمي الرحلات وغيرها. رابعا: وبشأن ما أشار إليها الكاتب من فرض بعض الشروط على السياح الأجانب، نوضح أن الهيئة أعلنت مرارا أنها لا تستهدف السائح الأجنبي، وإنما التركيز على السياحة الداخلية التي تستهدف المواطن السعودي والمقيم، وهذا جزء من خطتها لمشروع تنمية السياحة الوطنية على مدى عشرين عاما. خامسا: بدأت الهيئة برنامج تهيئة المواقع السياحية ويتضمن 45 موقعا سياحيا، والتطوير الذي سيتم هو تهيئة مرحلية من خلال تنفيذ الحد الأدنى من المرافق والخدمات في تلك المواقع لاستقبال السائح، مثل مواقف السيارات ومراكز الزوار وممرات المشاة والجلسات وحاويات النفايات واللوحات الإرشادية والمظلات وغيرها، بما يحقق متطلبات السائح لزيارة تلك المواقع، وتتضمن تلك المواقع 30 موقعا تراثيا وأثريا. ماجد بن علي الشدي مدير عام الإعلام والعلاقات العامة