دعا المشاركون في ورشة تطوير خدمات إرشاد الحجاج التائهين في مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، والمشاعر المقدسة التي عقدت البارحة الأولى في العاصمة المقدسة وشارك فيها 60 متخصصا وممثلا عن 15 جهة حكومية وخدمية، إلى ضرورة الإسراع في وضع خرائط جغرافية للمدن في المملكة والبدء من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة كعلاج جذري وسريع لحل تفاقم ظاهرة تيه الحجاج. وأكدت أربع أوراق عمل تم طرحها في اللقاء أن المشكلة تزداد عاما بعد آخر، وشددت على ضرورة تطبيق بعض الإجراءات العاجلة للتخفيف من هذه الظاهرة خلال المواسم، من خلال الأسورة الذكية وبطاقة الحاج والمعتمر، واستغلال الموارد المتاحة في خدمة الحجاج والمعتمرين التائهين بطريقة أكثر كفاءة، وتحقق المزيد من التكامل ما بين هذه الجهات الحكومية والأهلية التي تشرف على خدمة ضيوف الرحمن. وانتقدت ورقة العمل المقدمة من جمعية الكشافة السعودية، مؤسسات أرباب الطوائف لعدم التزامها بمنح الحجاج بطاقات توضح بياناتهم وعناوين وهواتف مكاتب الخدمة الميدانية، إضافة إلى التأخر في وضع اللوحات الإرشادية الموضحة لمواقع المكاتب إلى وقت قريب من بدء موسم الحج مما يعيق عملية إصدار الأدلة والخرائط، كما انتقدت تغيير بعض مواقع مكاتب الخدمة الميدانية من عام إلى عام، ووجود عدد من حملات حجاج الداخل في حملة واحدة. من جهتها، عزت ورقة الهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف، أسباب ظاهرة إرشاد التائهين والعوامل المرتبطة بالمشكلة إلى اتساع الحجم العمراني للمدن وغياب نظام عناوين موحد، وتراجع النزعة التطوعية لدى المجتمع في مساعدة الحجاج والزوار، إضافة إلى تنامي أعداد الحجاج حتى أصبحت تشكل هاجسا يؤرق الكثيرين منهم. وأبانت ورقة العمل أن 18 في المائة من نسبة الحجاج عانوا من المشكلة؛ أي بواقع 200 ألف حاج في العام، ويعتبر 84 في المائة من الحجاج أن هذه الظاهرة تنغص رحلة حجهم، وحملت ورقة عمل الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف التي قدمها الدكتور رشاد محمد حسين تولي بعثات الحج مسؤولية إسكان الحجاج الكثير من أسباب تفاقم المشكلة، خصوصا أن معلومات الحجاج، وتوزيعهم، وعناوين إسكان الحجاج لا تبلغ بها مؤسسات الطوافة بها إلا بعد وصول الحجاج. وأشارت ورقة عمل الهيئة التنسيقية إلى أن غياب نظام عناوين موحد على مستوى الوطن وليس فقط مكةالمكرمة، وتكرار أسماء الشوارع ساهم في زيادة المشكلة لما يواجهه الحاج من تكرار لأسماء الشوارع، وتغيير لأسمائها بين وقت وآخر. وأكدت الإحصائيات المقدمة من الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف، أن نسبة ضياع الحجاج ارتفعت بعد أعمال الهدم والإزالة التي تشهدها مكةالمكرمة في الوقت الحالي؛ نظرا للتغير الطارئ على طبوغرافية مكة، ما أدى إلى تغيير معلمها ووسعت رقعة مكاتب المطوفين. وطالبت الهيئة التنسيقية بضرورة الإكثار من اللوحات الإرشادية والاستفادة من معطيات التقنية الحديثة والاستفادة من المستودع الخيري والاستفادة من بعض المبادرات لفاعلي الخير، أيضا التعاون مع مشروع تعظيم البلد الحرام وكيف يمكن أن يتم ربطه بجميع الجهات العاملة في الحج، وأوصت بتشكيل لجنة على المستوى الوطني لوضع وتنفيذ نظام عناوين موحد، معالجة قضية إسكان الحجاج التي تتولى بعثات الحج الإشراف عليها، ودراسة فكرة مراكز الخدمات بشكل موسع ومنظم، ودراسة فكرة مراكز الخدمات بشكل موسع ومنظم وتنظيم وعقد دورات تدريبية لتأهيل رجال الأمن والعاملين في الحج وكيفية التعامل مع الحجاج، الاستفادة من روح المبادرة في الأعمال التطوعية لدى الشباب واستقطاب الكوادر المؤهلة المناسبة لهذه المهمة الإنسانية في حملات توعوية إعلامية. من جهته، قدم نائب مدير عام فرع وزارة الحج في مكةالمكرمة المهندس خالد أبو ناجي ورقة العمل الخاصة بوزارة الحج التي أكد فيها أن ازدياد نسبة ضياع الحجاج استدعى وزارة الحج للمبادرة بإنشاء مراكز للتائهين، وخلال السنوات العشر الأخيرة أصبح لدى وزارة الحج تسعة مراكز مزودة بالحاسب الآلي، يعمل فيها 350 موظفا ومرشدا، كما أنشأت الوزارة 21 مركزا لإرشاد التائهين في المشاعر المقدسة تحت إشراف 60 موظفا بالاستعانة بأكثر من 1600 كشاف. وأوضحت وزارة الحج في الورقة المقدمة أن من معوقات إرشاد التائهين ضعف الكوادر البشرية، تعدد اللغات، عدم توفر الكوادر المتخصصة في رعاية الأطفال، محدودية مواقع العمل، خلو الأحياء من مراكز الإرشاد، عدم توفر عناوين واضحة لمواقع الوحدات السكنية في مكةالمكرمة، عدم وجود عناوين موحدة للطرق والشوارع والمخيمات في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وتغير مواقع مجموعات الخدمة الميدانية في كل عام. وبينت وزارة الحج أن بعض المعوقات التي تواجه الوزارة تكون مع الجهات الحكومية الأخرى، فيما يتعلق بتوفير مواقع منتشرة في أحياء مكة وساحات الحرم، ما يتطلب تسهيلات للحصول على مواقع سواء من أمانة العاصمة المقدسة أو من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، وتعارض الحركة المرورية في العاصمة المقدسة والمشاعر مع دخول سيارات الحجاج التائهين. وقدمت وزارة الحج خلال اللقاء تصورا لتطوير خدمات إرشاد الحاج في عدد من المحاور شمل الحور الأول مطالبة وزارة الحج هيئة تطوير مكةالمكرمة بتخصيص 30 موقعا للوزارة لاستخدامها كمراكز دائمة ليست فقط لإرشاد التائهين بل لتقديم كافة الخدمات التي يحتاجها الحجاج. وأوصت وزارة الحج بالسماح بمشاركة أبناء الجاليات غير العربية المقيمة في مكةالمكرمة، ضمن منظومة خدمات الإرشاد للاستفادة منهم في التخاطب مع الحجاج من الجنسيات غير العربية، وإلزام جميع ملاك ومستثمري الوحدات السكنية والفنادق بتوفير بطاقات وتوزيعها على الحجاج كافة، وسرعة تنفيذ الدراسة التي أعدتها هيئة تطوير مكة والمشاعر بخصوص نظام الإرشاد وتسمية المواقع والطرقات والشوارع في مكة والمشاعر. سكرتير لجنة الحج المركزية في المدينةالمنورة محمد النعمان، قدم عرضا لتجربة إمارة المدينةالمنورة في مشروع إرشاد الحجاج الإلكتروني في المدينةالمنورة، ضمن برنامج إدارة الشراكة في عمليات الحج عبر استخدام أجهزة الملاحة عبر الأقمار الصناعية الGBS، وكان الهدف الأساسي منها إرشاد الحجاج التائهين ميدانيا وسرعة وصول الفرق الميدانية للمواقع والحصول على معلومات دقيقة في الوقت المناسب، وتمت الخطوات التنسيقية بين لجنة الحج ولجنة الإسكان، وفرع وزارة الحج والمؤسسة الأهلية عن طريق جمع البيانات التي تخص تصاريح الإسكان وإحداثيات المباني، وإضافتها في بطاقات الحجاج التي تسلم حال وصولهم المدينةالمنورة.