على الرغم من التوسع في استخدام التقنية ارتفعت اعداد الحجاج التائهين في المشاعر وفي صدارتهم حجاج باكستان والهند ودول المغرب العربي فيما ألمحت الهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف الى قرب العمل بالنظام الموحد للعناوين. وكشفت احصائية شبه نهائية عن ارتفاع في اعداد الاطفال التائهين في منى الى 4322 طفلا والكبار 17235 بين رجال ونساء. وطالب عدد من الحجاج التائهين بحلول عملية لمشكلة ضياع الحجاج مشيرين ان معالم المشاعر المقدسة غير معروفة ، وان اغلب أرقام الشوارع غير مفهوم بالنسبة لهم. وكشفت جولة «المدينة» في المشاعر ان ابرز المعوقات التي يواجهها مركز إرشاد التائهين ضعف الكوادر البشرية وتعدد اللغات. وكشف مصادر مطلعة بمركز إرشاد التائهين بمنى في تصريح ل»المدينة» ان عدم توفر الكوادر المتخصصة في رعاية الأطفال ومحدودية مواقع العمل بالإضافة الى عدم توفر عناوين واضحة لمواقع لبعض المواقع وتغير مواقع مجموعات الخدمة الميدانية في كل عام يعد من ابرز المعوقات التي يعاني منها اغلب الحجاج ومؤسسات الطوافة. واوضح مصدر في وزارة الحج أن ازدياد نسبة ضياع الحجاج استدعى وزارة الحج للمبادرة بإنشاء مراكز للتائهين، وخلال السنوات العشر الأخيرة أصبح لدى وزارة الحج اكثر من 10 مراكز مزودة بالحاسب الآلي، يعمل بها اكثرمن 400 موظف ومرشد، كما أنشأت الوزارة نحو25 مركزا لإرشاد التائهين في المشاعر المقدسة تحت إشراف 100 موظف مع الاستعانة بأكثر من 1800 كشاف. وأكدت الإحصائيات المقدمة من الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف أن نسبة ضياع الحجاج ارتفعت بعد تغيير بعض مؤسسات الطوافة لمواقعها في المشاعر المقدسة اضافة الى توسيع رقعة مكاتب المطوفين. وطالب عدد من الحجاج التائهين بضرورة الإكثار من اللوحات الإرشادية والاستفادة من معطيات التقنية الحديثة بكل اللغات وعلمت «المدينة» ان الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف أوصت بتشكيل لجنة لوضع وتنفيذ نظام عناوين موحد، معالجة قضية إسكان الحجاج التي تتولى بعثات الحج الإشراف عليها، ودراسة فكرة مراكز الخدمات بشكل موسع ومنظم، وعقد دورات تدريبية لتأهيل رجال الأمن والعاملين في الحج والاستفادة من روح المبادرة في الأعمال التطوعية لدى الشباب واستقطاب الكوادر المؤهلة المناسبة لهذه المهمة الإنسانية في حملات توعوية إعلامية. يقول محمد المرواني احد الحجاج الذين ساهموا في ايصال بعض التائهين لمخيماتهم ان هذه المشكلة تتكرر سنويا في الحج داعيا المسؤولين الى التحرك من أجل ايجاد حلول جذرية لها. واضاف بينما كنت في طريقي للمخيم الذي انزل فيه وجدت العديد من الحجاج المسنين في حالة بكاء وحيرة طالبين المساعدة وتوفير وسيلة نقل تقلهم الى مخيماتهم بسبب المسافات البعيدة وقد نسقت مع أحد الخيرين العاملين في أحد المخيمات المجاورة للذهاب لمكتب ارشاد التائهين فتوجه اليه ولكنه للاسف وجده مقفلا فلم نجد أمامنا سوى سؤال اهل الخير عما اذا كانوا يعرفون مخيمات هؤلاء التائهين لنجد من يعرف بعضها وعلى الفور قمنا باستئجار دراجات نارية ونقلناهم واحدا تلو الآخر. وقال الحاج الجزائري سعوين محمد انه خرج من ساحات الجمرات ومع شدة الزحام لم يعرف طريق مخيمه ولم يفلح رجال الامن في ارشاده ومع كبر سنه شعر بالدوار وقال دلوار شريفي وعيناه مليئتان بالدموع انه قدم من باكستان مع اسرته المكونة من عجوز مسنة وابنته وكانوا مع بعضهم لرمي الجمار وفجأة لم يجدهما فسعى جاهدا للبحث عنهما ولكن دون جدوى فتوقف ليسأل فلم يجد من يرشده!.