بالرجوع إلى الموقع الالكتروني للموسوعة الحرة «أويكيبيديا»، فإن فرق تسد: «مصطلح سياسي عسكري اقتصادي... ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى اقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها، كذلك يتطرق المصطلح للقوى المتفرقة التي لم يسبق أن اتحدت والتي يراد منعها من الاتحاد وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها». ويبدو أن دهاء بعض الإداريين أرشدهم إلى معنى هذا المصلح- الذي ورثته بعض الديكتاتوريات العتيقة- فعمدوا إلى اتباع أسلوب المكر بالموظفين، والتفريق بينهم على أساس لا يراعي الأنظمة المستقاة من المساواة في الواجبات والحقوق، أو الكفاءة المهنية، بل يرتكز على المجاملات، وتدليل بعض المتسلقين والوصوليين، واحتضان بعض المطبلين والمزمرين. وتقريب الذين التزموا الصمت إزاء استراتيجياتهم وباركوا «خبصهم» الإداري اضافة الى مقابلة المجدين والمتميزين من الموظفين بالتجاهل والتهميش. وبهذا هيمنت بعض الإدارات الفاشلة، واستقرت على كثير من موظفيها، بتحصنها وراء بعض الأتباع الذين راهنوا على نجاحاتها، على الرغم من فقدانها آلية التعامل السليم مع تحديات الإدارة الحديثة، والذين ضحوا ببعض زملائهم، وكثير من كرامتهم، من أجل مكاسب آنية أو آجلة يرجونها من رؤسائهم، قد يخونهم حظهم العاثر فلا يدركونها بعد طول عناء وامل ووعود. لكن أولئك الأتباع والمتبوعين، تناسوا أن الكراسي تدور، وأن المناصب لا تدوم، وأن الحق أحق أن يتبع، وأن غاية الطموح الإداري لا تبرر الوسائل الملتوية، وغاب عنهم أن السمعة الحسنة ومحبة الناس والعمل على منفعتهم، هو الغالب والأجدى، فكان ضرر ما كسبته أيديهم أكبر من نفعه، وما هدموه أعظم مما شيدوه، ولقد كرس هذا المعنى ما جاء في الحديث الشريف: "خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره» (رواه الترمذي). * استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم [email protected]