«الأدب كله شر ولا يوجد أدب ليس له خلفية شيطانية»، بهذه الكلمات عرف الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار الأدب في ندوة «كتاب وكتاب» التي دعا إليها المركز الثقافي الفرنسي في قسنطينة. بعد شهرين من هذا «الاعتراف» التعريف الخطير رحل الطاهر وطار مخلفا خلفه الكثير من الأعمال الروائية التي شغلت النقاد، وأثارت الجدل حول قيمتها لكنها دون شك أمتعت الملايين من القراء من كافة الأعراق والجنسيات، خصوصا أن رواياته ترجمت إلى كثير من اللغات. رحل الطاهر وطار، وبقيت العديد من رواياته أو كما قال هو الكثير من أعماله الشريرة. كان يرى أن كتاباته تأتي نتيجة حالة نفسية انفجارية ثم تخلف وراءها هزات ارتدادية ينتج على إثرها عدة روايات أخرى. غريب هو الكاتب عندما يبحث عن كل شيء ولا يجد شيئا. بحث الطاهر عن مدنه الجزائرية فما وجدها. ثم بحث عن السياسة فلفظته ليلهث خلف الرواية فظلمه النقاد. وأخيرا ابتدع الشر وأراد ان يكون عميدا له، فصنفه الإعلام بعد رحيله عميدا للأدب الجزائري. الطاهر وطار صاحب روايتي «الزلزال»، و «اللاز»، ككل المبدعين لن يجدوا شيئا وما يفعلوه هو أبدا ودائما تتمتع به جثثهم وفقط جثثهم. رحل الطاهر وطار وقبله كثر رحلوا وبعده كثر يستعدون للرحيل.. أليس الأمر هو انتظار في صالة المغادرة .. الكل يركض من أجل حقيبة السفر، والكل يكتب لها، والكل يبحث عنها والكل لا يعلم أن السفر من دون حقيبة متعة كبيرة في الهروب من الانتظار الجديد. مات الطاهر وطار .. رحل عميد الأشرار. أليس هو من قال ذلك...؟. اتحاد الكتاب من جهة أخرى، نعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى الأمة العربية، «مبدعا متفردا، وكاتبا متميزا أضاف بإبداعاته الكثير إلى الرواية العربية، إذ استطاع أن يجسد هموم وآمال وأحلام المواطن العربي في كل مكان، وتطلعه إلى مستقبل أفضل.. ذلك هو الكاتب والروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار». وأشار بيان الاتحاد إلى أن الفقيد يعد في طليعة الروائيين الجزائريين الذين كتبوا أعمالهم باللغة العربية، تأكيدا على عروبة الجزائر، ومقاومة لتيار الفرنسة الذي حاول أن يسلخها من محيطها العربي. فأصدر بالعربية أعماله المتميزة، منها رواياته: «اللاز» و «الزلزال»، و «الحوات والقصر»، و «عرس بغل». ومجموعته القصصية «الشهداء يعودون هذا الأسبوع». وشدد البيان على أن الاتحاد إذ يشعر بالخسارة الفادحة التي ألمت بالساحة الأدبية العربية، ليتطلع إلى الأجيال الجديدة من الأدباء والكتاب العرب الذين سوف يعوضون هذه الخسارة الفادحة بإبداعاتهم الجميلة.