أرشيف الفن وتراثه الغنائي هو أغلى ما تمتلكه وترتهن إليه في تعاملها مع روادها ومستمعيها الإذاعات ومحطات البث المختلفة مسموعة كانت أم مرئية ونحن نشكو ضعف حيلة أرشيف إذاعاتنا ووسائلنا الإعلامية المختلفة، التي أصبح معظم أرشيفها مفقودا أو تالفا أو غير ذي فائدة ترجى منه، لذا ومع اقتراب موعد بدء برمجة تراثنا الغنائي والبرامجي الذي أمر به وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ليتواكب مع افتتاح المقر الجديد لإذاعة جدة في الربع الأول من العام المقبل الذي ستتسلمه الإذاعة قريبا، نأمل من الوزير الالتفات إلى كل جهة من الممكن أن تكون مصدرا داعما لأرشيفنا الفني الثمين لكبار فنانينا المتوافر لدى الكثير من الجهات غير الرسمية كالهواة والمحبين وأيضا أثرياء الأسر السعودية التي كانت تهتم بالفن والفنانين وبعطاء نجوم هذا الإرث الجميل مثل طارق عبدالحكيم وعبدالله محمد وفوزي محسون وجميل محمود وحيدر فكري ومحمد كردي وسعد إبراهيم وتوحة وابتسام لطفي وغازي علي وعبدالعزيز شحاتة، وأهم ما ظهر في عالم الغناء السعودي طلال مداح ومحمد عبده اللذين يعتبران مؤسسين للغناء الحديث المرتبط بالتراث، أما على هذا الجانب فمن أهم مكتبات وأرشيف الفن السعودي المسموع هناك المكتبة الخاصة بآل أياز من الطائف وتحديدا أحمد أياز صاحب المكتبة التي يجوز وصفها بأهم من مكتبة الإذاعة لدينا، لما تحويه من إبداع مبدعينا الكبار وبتسجيلات غاية في النقاء «هاي كواليتي» ولعل من أهم هذه التسجيلات.. الحفلات والجلسات ونسخ كل الأسطوانات لفنانينا التي نفذت في خمسينات وستينات القرن العشرين في البحرين والكويت وبيروت وغيرها، ومن ضمن هذا الإرث الذي يستحق الاهتمام وتحويله ديجيتال لصالح إذاعاتنا أول حفل يحييه محمد عبده في الطائف وهو ذلك اليافع المنطلق إلى النجومية وهو ما دون العشرين كل هذا إلى جانب أرشيف ابن الطائف الفنان خالد مفتي .