أختي تبلغ من العمر 14عاما، تعرفت على شاب وأحبته من كل قلبها بعد أن صور لها أنه فارس أحلامها وأنه لن يتخلى عنها وأن حياتهما قد كتبت لبعضهما بعضا، كلام الشاب جعل أختي تعيش حسب وصفها أجمل أوقات حياتها، لكن هذه العلاقة انتهت على يد والدي الذي كشف لها زيف قول الشاب وأن مشاعره معها غير صادقة، وأن الحب الذي تتحدث عنه أختي هو من طرفها فقط، وأجبر أختي على قطع علاقتها بالشاب وأفهمها أنه لا يصلح أن يكون زوجا لها، لكن أختي للأسف لم تقتنع، وما زالت حتى الآن واهمة أن والدي هو سبب هروب الشاب عنها، وتعيش واهمة أن الشاب لن يستسلم، وسيأتي يوما لإخراجها من بيت والدها والزواج منها حتى بدأت تظهر عليها بعض التصرفات المرضية التي تشير إلى إصابتها بمرض الاكتئاب النفسي، وخلودها للنوم لساعات طوال، كيف أخرج أختي من محنتها حتى لا تزيد علتها ونفقدها إلى الأبد؟ سامر الرياض أختك في سن 14 سنة، أي أنها مراهقة، وفي هذه السن يميل كل فرد للجنس المقابل له، فالفتاة تنجذب للشاب، والشاب يبدأ بالانجذاب للأنثى، ويبدو أن هذا الانجذاب ليس أكثر من تهيئة فطرية لما يمكن أن تكون عليه الأوضاع لكل من الذكر والأنثى فيما بعد، فهي بمثابة تمثيل للدور القادم لكل منهما، وعليه فما رأيته من أختك أمر ليس غريبا ولا استثنائيا، وهو أمر شائع جدا بين الشباب والشابات في مثل هذه الفترة العمرية، وعليه فشعورها بالاكتئاب ليس مستهجنا ولا مستغربا، لأن مثل هذه الصدمات العاطفية تجعل الفتاة والفتى يشعران بخيبة أمل كبيرة، لاسيما أن حب كل منهما للطرف الآخر حين ينتهي بمثل هذه النهاية يمثل صدمة عاطفية قوية وخيبة أمل شديدة، لذا فإن معالجتكم لتجربتها كان إلى حد ما علاجا لا بأس به ولكنه يحتاج إلى مزيد من الاهتمام بها، والحوار معها، وتبيان أن ما حدث لها هو عبارة عن تجربة سيأتي يوم تشعر فيه بأنها كانت حالمة أكثر منها واقعية، كما ينبغي أن تركزوا كثيرا في حواركم معها على أهمية أن تؤمن بأن خسارة الشاب، في مثل هذه المواقف لا يعني نهاية الدنيا، وأنها لا تزال صغيرة ولم يفتها القطار بعد، كما أن الشاب الذي يرفض فتاة بعينها لا يستحق منها الاهتمام به، لاسيما أن نسبة من أمثال هؤلاء الشباب لا يهمهم الحب بحد ذاته بقدر ما يهمهم الانتفاع بجسد الفتاة في أحيان كثيرة، وحين يتخلى عنها فهذا يعني أنه ليس جادا ولم يهيأ بعد لاستمرار الحياة معها، وعلى من يتحدث إليها أن يركز كثيرا على فكرة أي الوضعين أفضل وأجدى لها أن تكون على علاقة مع شاب يمكن أن يستغلها أو يبتزها أم يخرج من حياتها بأقل الخسائر الممكنة، ويمكن لتحسين العلاقة معها وعدم تأنيبها ولومها وتذكيرها بما حدث أن يحسن من وضعها النفسي ويساهم في إخراجها من اكتئابها، حيث يبدو هذا الاكتئاب في كثرة نومها، ويخشى من أن تكون قد حاولت الانتحار.