دائما ما تحدث مثل هذه الأشياء عندما يبادر شخص بدافع الطيبة والثقة لكفالة شخص آخر فيحل محله في السجن عقابا له على هذه الطيبة الزائدة. هذا ما حدث بالضبط مع حاتم (44 عاما)، الذي يعول أسرة مكونة من تسعة أبناء في بحرة المجاهدين التابعة لمحافظة جدة، بينهم أطفال، وذلك عندما كفل امرأة كفالة حضورية، وحينما طلب منه إحضارها فبحث عنها، لكنه لم يجد لها عنوانا فدخل السجن، لتجد أم حاتم نفسها وحيدة دون ابنها، والتي تحدثت عن معاناة أحفادها بعد سجن والدهم قائلة: ليس أبناؤه فقط افتقدوه حتى أنا افتقدته وافتقدت وقفته معي خاصة أنني أعاني من آلام المفاصل وأستخدم عكازة في تحركاتي، فابني راح ضحية لطيبة قلبه وحبه لمساعدة الآخرين، حيث كفل امرأة كانت على خلاف مع زوجها بعدما طلب منه أحد أقاربها كفالتها وهو لا يدري شيئا عن خلافها مع زوجها، موضحة أن دخول ابنها إلى السجن جاء بعد أن استجدت قضية خلاف المرأة مع زوجها الذي كان قد طلقها وطالب ببناته الثلاث، لكنه لم يعثر عليهم وأيضا لم يعثر على أمهم التي هربت بهم، فيما دخل ابني السجن لأنه كفلها عن طيبة قلب بعد أن فرت بنفسها وببناتها تاركة ابني وزوجته وأطفاله يقطفون ثمار طيبته بكفالته لها.