رغم أنه يتنقل على كرسيه المتحرك ويواجه الصعوبات في الوصول إلى الجامعة التي يدرس بها والتنقل بين أدوارها خصوصا وقت تعطل المصاعد، إلا أن محمد حمد البليهيص (20 عاما) سجل اسمه بين المتفوقين من طلاب جامعة القصيم ويستعد العام المقبل لإكمال المستوى الجامعي الرابع. درس الابتدائية في مدرسة سعد بن أبي وقاص الرائدة في عنيزة والمتوسطة في مدرسة حطين وتخرج حاملا الثانوية العامة من مدرسة الشبيلي في محافظة عنيزة، التحق بعدها بكلية الاقتصاد في جامعة القصيم، ويقطع يوميا مسافة 30 كم من منزله إلى الجامعة رغم أنه لا يقود السيارة، يقول «أذهب مع زملائي وهذه لم تشكل لي أية مشكلة». ويلخص البليهيص مشكلته كمعاق في عدم توافر قاعات دراسية في الدور الأرضي في الجامعة، «يتطلب حضور المحاضرات الدراسية الطلوع لها بالمصاعد الكهربائية إلى الأدورا العلوية، وفي حال تعطلت المصاعد فإن الحضور يصبح صعبا». ويضيف «أحيانا استخدم المدرج المخصص للسيارة للوصول إلى الدور الثاني، ولكن قاعة الحاسب الآلي لا يمكن الوصول إليها إلا بالمصاعد، وحدث أن غبت عن محاضرة في الحاسب رغم وجودي في حرم الجامعة بسبب تعطل المصاعد». ويطالب طالب الاقتصاد إدارة الجامعة بإعادة النظر في طريقة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الطلاب وتأمين احتياجاتهم بشكل أفضل، ويؤكد أن ذلك ينسحب على معظم الإدارات الحكومية، «هناك قصور في الخدمات المقدمة للمعاقين حتى في دورات المياه، وأنا زرت دولا خارج المملكة ووجدت خدمات راقية للمعاقين». ويعشق البليهيص الرياضة بجنون، ويقول إنه من محبي نادي الهلال وتربطه صداقة حميمة مع رجاله، ويشجع في نفس الوقت نادي عنيزة، ولا يتوانى عن حضور أية مباراة للفريقين في كل مدن القصيم. ولا يخفي ميوله للإعلام، ولديه طموح لعمل برنامج تلفزيوني خاص بالمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت له اتصالات مع قناة كويتية ولكن لم يحالفه الحظ معها، ويحلم الوصول إلى إحدى القنوات الكبرى لتحقيق هذه الطموحات. ويعمل محمد في الوقت الحالي في وظيفية صيفية في جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية، ويسعى إلى دعوة شخصيات رياضية لإقامة برنامج ترفيهي للمعاقين مع نهاية الصيف.