رفض المجلس الأعلى العالمي للمساجد في دورته ال 20 في مكة أمس، ما يحدث في بعض دول أوروبا من إغلاق لبعض المساجد ومنع بناء أخرى، وقيام متطرفين بالاعتداء على المساجد وتدنيسها، معربا عن استيائه من الحملة المناهضة لبناء المآذن في سويسرا، مما يمثل انتهاكا لحقوق المسلمين ويعارض التزامات سويسرا الدولية في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير والاعتقاد، موصيا الرابطة بمطالبة هيئة الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمتابعة ما يجري في فلسطين من مخالفة للقوانين الدولية لضمان عدم العدوان على المساجد، ودعوة الدول الإسلامية لبذل مساعيها لحماية المساجد في فلسطين والعراق وغيرها من الدول، والسعي لدى حكومة سويسرا لإيقاف استصدار قانون يحظر بناء المآذن، وتقديم المساعدة المادية والمعنوية للأقليات المسلمة في سويسرا لدعم قضيتهم المقدمة للمحاكم. حماية الأقصى واستنكر المجلس، برئاسة المفتي العام ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وحضور الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله التركي، أعمال الحفر والهدم التي تنفذها إسرائيل تحت المسجد الأقصى، والتخطيط لإقامة كنيس يهودي ومدينة سياحية على جزء من الأراضي التابعة للمسجد الأقصى، وطالب مجلس الأمن وهيئة الأممالمتحدة بالإسراع في اتخاذ التدابير المطلوبة لحماية الأقصى والأراضي والأوقاف التابعة له، وفقا للقرارات الصادرة بهذا الشأن، منها القرار رقم 1536الصادر عام 1981م، القاضي بمطالبة إسرائيل بوقف أعمال الحفر في المواقع الدينية والتاريخية والثقافية. وناشد منظمة اليونسكو لاتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على المسجد الأقصى وفقا لاتفاقية لاهاي عام 1954م، التي تضمنت وجوب حماية دور العبادة في زمن الحرب وفترة الاحتلال. وأعرب عن قلقه لما تتعرض له بعض المساجد في بعض الدول من اعتداءات وانتهاكات لحرمتها، ومن ذلك الاعتداءات الإسرائيلية على عدد من المساجد في فلسطين بالهدم والإحراق، كما حدث للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم، منددا بالاعتداءات التي تتعرض لها المساجد في العراق. حظر النقاب وطالب المجلس بوقف ما يدور في بعض الدول من توجه لاستصدار تشريع يحظر الحجاب في المدارس والأماكن العامة والدوائر الحكومية، مؤكدا على ما تضمنته المواثيق والأعراف الدولية من احترام حقوق الإنسان، وخاصة ما يتصل بالحقوق الدينية وفقا لما هو منصوص عليه في قانون الحريات الدينية الوارد في الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية وكذا في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. ودعا المجلس العلماء والدعاة والكتاب والباحثين إلى العمل على تحصين الناشئة ضد الفلسفات والمناهج التي تسيء إلى الإسلام والمسلمين، وكشف الأساليب الماكرة للغزو الفكري والثقافي الذي يهدف إلى زعزعة العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين. الأقليات المسلمة وفيما يتعلق بالأقليات المسلمة في العالم دعا المجلس حكومات الدول الإسلامية إلى بذل مساعيها في اللقاءات مع مسئولي الدول التي تعيش فيها أقليات مسلمة للاهتمام بقضاياهم بما يؤدي إلى تحسين أوضاعهم واحترام مشاعرهم ومنحهم الحريات لممارسة حقوقهم الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية على قدم المساواة مع بقية المواطنين. ودعا المنظمات والهيئات الإسلامية والإغاثية إلى تقديم مزيد من الدعم المادي والمعنوي للأقليات المسلمة لتحسين أحوال المسلمين والحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية والعمل على بناء المزيد من المراكز والمساجد والمدارس في مناطقهم. وطالب وزارات التربية والتعليم بالعمل على إعداد المعلمين الأكفاء إعدادا تربويا وعلميا يؤهلهم لتأدية رسالتهم في إصلاح الناشئة وتربيتهم على الأخلاق الفاضلة، والاستفادة من المناسبات التاريخية في تنمية الروح الدينية لديهم من خلال موازنتها بالواقع الذي يعيشه كثير من المسلمين اليوم. الإعلام وناشد وزارات الإعلام في الدول الإسلامية بتوجيه الإعلام لكي يسهم في ترسيخ عقيدة التوحيد وتعاليم الإسلام وآدابه وفق ما في الكتاب والسنة، وما سار عليه سلف الأمة الصالح، ويلقي الضوء على قضايا المسلمين المعاصرة والتحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين، والرد على الأفكار الهدامة الداعية إلى إقصاء الدين عن مجالات الحياة. وأبرز المجلس جهود المملكة في تعمير المساجد في العالم، واهتمامها بالمراكز الإسلامية ودعمها، مقدمين شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني على ما يقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين.