يرى شرعيون أنها أقرب إلى البدعة، ولا يجب ممارستها خصوصا أنها تسبق شهر رمضان، لكن أهالي مكة، وهم رواد عادة «الشعبنة» وناشروها في المنطقة، يعتبرونها وقتا للمشاركة الاجتماعية بين الأهل والأصدقاء وإدخال الفرح والسرور إلى قلوب المجتمعين بالاجتماع على الموائد وممارسة بعض الألعاب الشعبية. ويختلف تعريف الشعبنة بحسب اهتمامات الأشخاص المشاركين، فالشبان تعني لهم تجمعات في مخيمات برية أو رحلات بحرية، وأحيانا تكون تجمعا في فندق خمسة نجوم على أنغام الموسيقى وغير ذلك، ويصف حمدان الحربي الشعبنة أنها مهرجان فرح يجمع ثلة من الأشخاص يمارسون فيها طقسا معينا في أواخر شهر شعبان الذي جاءت التسمية نسبة إليه. ويبدو أن الفتيات لم يعدن يكتفين بالمشاهدة والاستماع إلى ما يفعله الشباب في هذه المناسبة، فأصبحن يجتمعن وتدفع كل واحدة منهن مبلغا ماليا يصل إلى ألف ريال، ويستأجرن مطربة أو «طقاقة» ويسهرن طوال الليل في غناء ورقص ولهو حتى الصباح. لكن السيدة سميرة مجدي ترفض هذه الممارسات، وترى أن الشعبنة تقليد عائلي بالدرجة الأولى يجتمع فيه أفراد العائلة الكبيرة للعشاء والترويح عن النفس بالغناء والرقص وتبادل الهدايا، فيما ترى نهى محمد أن الشعبنة تجمع للذكر الجماعي أقرب إلى الطريقة الصوفية، يرتدي فيه الناس الجديد من الملابس، وتضع النساء فيها الحناء فرحا، وتجتمع الأسر والصديقات على موائد الطعام تحسبا للحرمان منه في شهر رمضان الكريم. وهناك من الأهالي من ينظم هذه الليلة في الاستراحات أو القاعات المخصصة للأفراح التي تستوعب الأعداد الكبيرة، بهدف اجتماع وتلاقي أفراد العائلة قبل دخول رمضان الذي ينشغل فيه الجميع بالعبادة والطاعة قبل أن يلتقون مرة أخرى في عيد الفطر المبارك. لكن الشيخ محمد بن صالح المنجد يرى بأن الشعبنة أقرب إلى البدعة وبالتالي هي أقرب إلى النهي من الحل، ويعلل ذلك بأن البعض يتخذ منها عيدا، ويستدرك «لو كان مصادفا مرة واحدة فإنه لابأس. ويؤكد الشيخ طلق العتيبي إمام مسجد النور في مكةالمكرمة أن هذه العادة لا تصلح بتاتا لاستقبال الشهر الكريم.. وينتقد هذه الطريقة، مستذكرا حال الصحابة والسلف الصالح الذين كانوا ينتظرون دخول شهر رمضان المبارك ستة أشهر ويدعون الله أن يبلغهم الشهر وهم في صحة للصيام والقيام، ويطالب وسائل الإعلام بلعب دورها في توجيه المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص، بخصوص هذه الظاهرة والتحذير منها. يقول «إقبال الشبان على ممارسة الشعبنة يعد أمرا مؤسفا يتطلب من العلماء والدعاة بيان خطرها وخطأ هذا التصرف غير السليم، فالصحابة كانوا يستقبلون رمضان بفعل الخير والدعاء وأهل الشعبنة يستقبلونه بالذنوب».