أكد ل «عكاظ» عدد من سكان أحياء شرقي جدة، أن المجلس البلدي لم يحقق آمالهم وتطلعاتهم في مناقشة احتياجاتهم، وتلبية أهم متطلباتهم، ولم يسهم في إيجاد الحلول المناسبة لأوجه النقص التي تعاني منها أحياؤهم السكنية، وأوضحوا بأن المجلس البلدي تفرغ للمتابعة فقط، لكن النتائج تأتي ضعيفة جدا ولا ترقى لحجم المسؤولية التي يضطلع بها. وطالبوا المجلس البلدي بتفعيل دوره مستقبلا، والتركيز على مناقشة احتياجات سكان الأحياء، خاصة أن الظهور الإعلامي لا يتناسب وحجم العطاء المنشود، في ظل عدم تنفيذ المشاريع التي يحتاجها السكان، وحجم المعاناة التي أثرت على حياتهم اليومية. وأبانوا أن الحد الأدنى من احتياجاتهم المتمثلة في السفلتة والرصف والإنارة، ومواجهة أزمة المياه الآسنة التي تهدد بعودة الضنك ما زالت رهن الدراسات التي أصبحت نغمة تردد من حين لآخر عبر وسائل الإعلام. وقال المواطن ذيب الغفيلي من سكان حي التوفيق «منذ أكثر من عام ونحن نعاني صعوبة التنقل بسبب المشاريع المتعثرة، ولم نجد أي تحرك إيجابي يشير إلى انتهائها نتيجة غياب المجلس البلدي عن أداء دوره الرئيس في مراقبة هذه المشاريع ومحاسبة الشركات والجهات المتقاعسة، أو عقد اجتماعات مثمرة مع المسؤولين في الأمانة»، مؤكدا أنه لم يسمع بالمجلس البلدي إلا خلال فترة الانتخابات السابقة التي صاحبتها وعود المرشحين وتعهدات بأداء الخدمة المميزة للوطن والمواطن، والتي تبخرت بحسب تعبيره بعد انتهاء الانتخابات. وطالب الغفيلي أعضاء المجلس بالتحرك العاجل لمتابعة مشاريع واحتياجات جدة خصوصا ما يتعلق بنقص الخدمات وتهالك البنى التحتية لكي لايفقد الناخبون ثقتهم في المجلس وأعضائه. من جهته، قال صويلح العتيبي من سكان حي الربيع «نعاني من تهالك البنى التحتية، خصوصا شبكة الصرف الصحي، رغم أننا نسكن في مخطط منظم»، مضيفا «توقعنا مساندة من المجلس البلدي لإيقاف الاستنزاف الذي يستهدف جيوبنا لدفع تكاليف صهاريج الصرف الصحي وتأمين المياه بسبب الانقطاعات المتكررة، إلا أن رغم شكاوانا وملاحظاتنا المتكررة للمجلس البلدي، وتحديدا للعضو الممثل لنا عن الدائرة الأولى بسام أخضر، لا زلنا نعاني من صمت المجلس الذي بات دور أعضائه منحصرا في التصريحات الصحافية». ويرى المواطن صالح الزراقي، أن المهام المناطة بالمجلس البلدي كجهاز رقابي كبيرة، وأن هذا الدور «لا يزال غائبا أو يعاني من التذبذب والبطء لأسباب لا يستطيع أن يجيب عليها سوى المعنيين في المجلس من أعضاء وعاملين»، ويضيف «نحن كناخبين لا نريد تصريحات للاستهلاك الإعلامي ولم تعد تشدنا أخبار الجولات الميدانية لأعضاء المجلس بعد أن أصبحت تفتقر إلى الفاعلية»، مطالبا بضرورة تفعيل دور المجلس البلدي «لمتابعة مشاريع المليارات المتعثرة». وذكر المواطن بشير الروقي أحد سكان حي الربيع، أن الأهالي والسكان فقدوا ثقتهم في المجلس البلدي بعد كارثة سيول جدة، «وبعد تواصل مسلسل الأخطاء والتعثر لبعض المشاريع البلدية التي تشهدها المحافظة»، وأضاف «من المفترض أن لا نتكبد عناء تقديم الشكاوى والملاحظات لأعضاء يعيشون بيننا، ويشاركوننا المعاناة، ويشاهدون بأنفسهم ما تتطلبه أحياؤنا من إصلاحات وملاحظات كان يتوجب عليهم رصدها بأنفسهم، ونقلها إلى الجهات المعنية ومتابعتها». من جهته، أكد ل «عكاظ» عضو المجلس البلدي في محافظة جدة بسام أخضر، أن سكان أحياء شرقي جدة يعانون من نقص الخدمات الضرورية، «ولهم الحق في أن يلوموا المجلس البلدي لأن أمانة جدة غير متعاونة، ولم تتجاوب مع ما يطرحه المجلس البلدي من تقارير عبر الاجتماعات التي تضم مسؤولين من الأمانة». وأوضح أخضر بأن المشكلة الوحيدة تتمثل في وضع حي السامر 3، ومعاناة سكانه وتضجرهم من المياه الجوفية، مفيدا بأن المجلس خاطب بدوره الأمانة، ومؤكدا بأن غرامات طبقت بحق المقاول، وبأن أمين محافظة جدة وعد المجلس بحل المشكلة خلال الأيام القليلة المقبلة، مضيفا «أما بالنسبة للمداخل والمخارج فهناك حلول كثيرة تتمثل في جسور تعثرت بسبب مشروع القطار»، نافيا أن يكون الظهور الإعلامي هدفا لأعضاء المجلس البلدي «الذي يسعى بكل ما يملك من صلاحيات إلى تلبية احتياجات سكان أحياء شرق الخط السريع».