انتقد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بعض طلبة العلم الذين يفتون في مسائل نادرة الوقوع، دون عرضها على كبار العلماء. وقال آل الشيخ في مؤتمر صحافي عقب لقائه مع رئيس الشؤون الدينية التركي الدكتور علي سرداق أوغلو أمس في جدة «الفتوى أصابها الكثير من عدم الالتزام، وهو أمر ليس في الصالح العام، حيث يفترض من المشايخ إذا بدا لأحدهم فكرة في أمر أو فتاوى نادرة الوقوع أو لا تقع إلا مرة في العمر، أن يطرحها أولا على إخوانه من المشايخ بدلا من إعلانها على العامة، وطرحها من خلال وسائل الإعلام بشكل مباشر»، مشيرا إلى أن وقوع مثل تلك الفتاوى بهذا الشكل يجعل العالم الغربي ينظر إلينا باستغراب، كون بعض تلك الأمور ليست من صميم همومنا وتطلعاتنا الأساسية، مؤكدا أن المفتي العام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حريص على ضبط الفتوى، مبينا أن «الفتوى لها جهتها المختصة، وهي هيئة الإفتاء»، مشيرا إلى «التعاون بين وزارته وإدارة الإفتاء في الدعوة والمحاضرات». وقال آل الشيخ حول هيئة الأوقاف التي صدرت الموافقة عليها من مجلس الوزراء : «سوف ننتهي من تنظيم الهيئة خلال أسابيع، وسيتوج بالموافقة السامية عليه، وخادم الحرمين الشريفين حريص جدا على الأوقاف في المملكة، وعلى تغيير وضعها، لأنه وضع على نفسه عاتق تطوير الجهات الدينية ومنها الأوقاف، ولذلك أمر بإنشاء الهيئة». وتطرق إلى ما نشرته وسائل الإعلام أخيرا عن الأخطاء في اتجاه القبلة في بعض المساجد، موضحا أن ذلك في المساجد القديمة التي بنيت قبل 15 عاما، مؤكدا أن أجهزة تحديد الاتجاه بالأقمار الصناعية حلت المشكلة، مشيرا إلى أنه «تمت معالجة وضع الاتجاه الخطأ في المساجد من خلال تغيير السجاد، أو تعديل وضع المحراب، وفي بعض الأحيان هدم المسجد إن لزم الأمر». وأكد آل الشيخ أن التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب سجلت نتائج رائعة، خصوصا في استصلاح أصحاب الفكر المتطرف والعائدين من سجن جوانتانامو. وبين في حديثه حول جمع التبرعات أنه لم يرخص لأي مسجد أو شخص بجمع تبرعات نقدية، محذرا من جمع التبرعات دون ترخيص من الجهات المسؤولة. وأوضح آل الشيخ أن نشاط وزارة الشؤون الإسلامية ينقسم إلى قسمين؛ جانب عبادي بحت وهو العبادة، من خلال خطب الجمعة، والتركيز على المفاهيم الإسلامية في شؤون الدين والدنيا. وجانب متخصص، ويتم بإلقاء المحاضرات وتكون عادة بعد المغرب والعشاء، وهذه يشارك معنا فيها الأطباء والإداريون والتنمويون. وأكد آل الشيخ أن لقاءه مع رئيس الشؤون الدينية التركي، يمهد لتوقيع (برتوكول) شامل، مشيرا إلى أن وزارته «حددت مع نظيرتها التركية الأطر العريضة لوضع استراتيجية تعاون شاملة في مجالات العناية بالقرآن الكريم، والدفاع عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، إلى جانب توقيع مذكرات التفاهم، وتوحيد المواقف ووجهات النظر تجاه القضايا الدينية كافة»، موضحا أن وزارة الشؤون الإسلامية وقعت 13 اتفاقية مع بلدان عربية وإسلامية، لمد جسور التواصل مع علماء المسلمين في جميع أنحاء العالم.