تواصل الأجهزة الأمنية في القاهرة استجواب الشهود في جريمة مقتل المواطن القطري من أب سعودي محمد جابر الفهيد، وأمرت أمس الأول نيابة حوادث شمال الجيزة بحبس المصري محمد شعبان عبدالمعبود الذي يعمل فني تبريد وتكييف لأربعة أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل محمد جابر الفهيد الموظف في الجيش القطري عمدا وانتقاما منه لقيامه بقتل ابنة خالته عفراء جابر الفهيد (27 عاما) الأخت غير الشقيقة للقطري، وإصابة شقيقتها جواهر (30 عاما) بعيارات نارية في وجهها. كما أمرت النيابة بالتحفظ على سلاحي الجريمة والاحراز المضبوطة فيها واستدعاء النقيب كريم علي معاون مباحث العجوزة لسماع أقواله، كما صرحت النيابة بتسليم الجثتين لذويهما لدفنهما. وعلمت «عكاظ» أن مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة اللواء محسن حفظي واجه المتهم محمد شعبان عبدالمعبود بقتل القطري داخل المستشفى فاعترف بتفاصيل الجريمة قائلاً: «منذ صباي نشأت مع المجني عليهما في مسكن خالتي حيث كنا نقضي وقتنا في لهو الطفولة والصبا وتناول الطعام ولم يكن يفرق بيني وبينهما سوى ساعات النوم، واعتبرهما كشقيقتي تماما وعندما عدت من عملي، وعلمت بأن أخاهما غير الشقيق أطلق عليهما الرصاص، هرعت إلى المستشفى للاطمئنان على جواهر المصابة وعندما شاهدت جثة عفراء جن جنوني». ويضيف القاتل «علمت لاحقا أن قاتل ابنة خالتي يخضع للعلاج في المستشفى نتيجة ضرب الأهالي فقررت قتله والأخذ بالثأر، ودخلت إلى استقبال المستشفى وادعيت إصابتي في حادث وأن دراجة بخارية صدمتني حتى أتمكن من الوصول إلى القطري داخل المستشفى ، ونجحت خطتي وفور مشاهدتي له داخل المستشفى كان في حالة سيئة، فأخرجت سكينا كانت في حوزتي وانهلت عليها بالطعنات حتى تأكدت من موته وسط ذهول ممرضات المستشفى وأطبائها الذين أصابتهم حالة من الذعر والهلع». وكشفت التحقيقات أن قاتل شقيقته كان مدعوا للغداء لدى المجني عليها وأسرتها وقت الجريمة وأثناء قيامها وشقيقتها بإعداد الطعام، أخرج مسدسا وأطلق عليهما الرصاص، وجاء في التحريات أن دوافع القتل تعود إلى رفض الشقيقتين عمل توكيل ليتمكن من بيع أراض ورثوها عن والدهم المتوفى في المملكة. وذكرت التحقيقات أن القاتل حاول الفرار من موقع الجريمة إلا أن أهالي المنطقة انهالوا عليه بالضرب في الشارع، حتى حضر رجال المباحث وأنقذوه من بين أيديهم ونقلوه إلى مستشفى الموظفين لإسعافه، وعندها حضر المدعو محمد شعبان عبدالمعبود ابن خالة المجني عليهما وتوجه بعد علمه بالجريمة إلى المستشفى وأجهز على القاتل بسكين كان يحملها. كما كشفت تحريات المباحث أن قاتل أخته خطط للجريمة وأعد لها قبل حضوره إلى مصر واشترى المسدس الذي استخدمه في الجريمة من أحد الأشخاص بعد حضوره إلى مصر، وكان المسدس مرخصا في مركز الدلنجات في محافظة البحيرة وسرق من صاحبه في عام 2006. «عكاظ» انتقلت الى موقع الجريمة في شارع خطاب جوهر في منطقة أرض اللواء في حي العجوزة، والتقت بأقارب المجني عليهما وشهود العيان، وأكد الشهود أن القاتل كان ينوي قتل أختيه وخطط للجريمة مسبقا وحضر خصيصا من السعودية لتنفيذ جريمته. رجب رفاعي (50 عاما) وهو جار المجني عليهما ويعمل سباكا، أكد أن علاقة تربطه بالمجني عليهما وأسرتيهما، وذكر أنه كان متواجدا في الشارع وقت وقوع الجريمة، وعندما سمع صوت الرصاص انطلق إلى منزل الشقيقتين ودوت صرخات والدتهما بأن أخاهما أطلق الرصاص عليهما، فتجمع الأهالي وفوجئوا بالقاتل يفر هاربا من المنزل فأمسكوا به وانهالوا عليه ضربا بالحجارة حتي تغطى جسده بالدماء وغاب عن الوعي، وظنوا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة وعندما حضر رجال المباحث اكتشفوا انه ما زال على قيد الحياة ونقلوه إلى المستشفى. أما السائق محمد محمد حسين، الذي يرتبط مع العائلة بعلاقة صداقة فيقول إنه أحضر القاتل إلى منزل الأسرة بعد وصوله من المملكة وبناء على دعوة أخته من أبيه عفراء، ويضيف «أوصلته من الفندق إلى منزل العائلة وانصرفت، وأثناء إعداد الفتاتين للطعام أطلق عليهما الرصاص». وأكد حسين أنه شاهد ابن خالة القتيلة محمد شعبان عبدالمعبود قاتل القطري عندما حضر من عمله وعلم بمقتل ابنة خالته واصابة شقيقتها، «عندها هرع إلى المستشفى للاطمئنان على المصابة وعلمنا بعد ذلك أنه قتل أخوها في المستشفى انتقاما منه». وأوضحت شقيقة المتهم سحر شعبان عبدالمعبود (35 عاما) أن يكون شقيقها أقدم على قتل القطري، وأكدت أنه عندما علم بمقتل ابنة خالته عفراء واصابة شقيقتها جواهر علي يد أخيهما، توجه إلى المستشقى للاطمئنان عليهما. وتعتقد أن القتيل القطري لفظ أنفاسه نتيجة الضرب الذي تعرض له على يد أهالي المنطقة أثناء محاولته الهرب. أما والدة المتهم محمد عبد المعبود السيدة فايدة محمد حسين (55 عاما) فتؤكد وهي تبكي على ما آلت إليه الأحداث، أن هناك خلافات قديمة بين ابنتي أختها وأخيهما الذي يقيم في السعودية، وهو يرفض زواجهما من شابين مصريين، وقد طالبهما بالعودة إلى المملكة، فرفضتا ذلك وتزوجتا من شابين مصريين مشهود لهما بحسن الخلق. وزادت «رغم مرور السنوات وبعد أن أنجبت عفراء 3 توائم عمرهم 3 سنوات وأنجبت جواهر طفلة عمرها 10 سنوات إلا أن أخاهما لم ينس معارضتهما له، ولكنه أوهمهما طوال تلك السنوات بنسيانه للأمر واعتاد على زيارتهما بين الحين والآخر وإحضار حقهما في ريع تركة والدهم في المملكة. أضافت الأم قائلة : «في الأيام الأخيرة طلب القاتل من أختيه عمل توكيل له ليتمكن من بيع قطعة أرض ضمن ميراثهم في السعودية إلا انهما رفضتا ذلك، فقرر قتلهما وحضر من السعودية منذ ثلاثة أيام واتصل بهما يوم الجريمة وأخبرهما بأنه حضر إلى مصر لتسليمهما حقهما من التركة، ودعته أخته عفراء لتناول الغداء فحضر ونفذ جريمته».