مؤسسة النقد جمدت أرصدة شركة تأمين أمريكية .... هذا ليس هو الخبر. شركة التأمين الأمريكية فصلت بعض موظفيها فصلا تعسفيا وتلاعبت بأموال مؤمنين وموظفين تبلغ 50 مليون ريال .... وهذا ليس الخبر كذلك. الخبر هو أن شركة التأمين الأمريكية تعمل في المملكة منذ خمسين عاما بدون ترخيص يمنحها حق العمل ويلزمها باتباع قوانين العمل. وشركة التأمين الأمريكية لم تكن شركة سرية تعمل في الخفاء وتديرها عمالة وافدة تقيم إقامة غير نظامية، وحين وظفت موظفيها لم توظفهم سرا، وحين فتحت لها حسابا في البنوك لم تفتحه باسم منظمة خيرية، وحين عملت في مجال التأمين استدرجت عملاءها بالدعاية المعلنة على رؤوس الأشهاد .. ورغم ذلك بقيت تعمل خمسين عاما بدون ترخيص أو تصريح. الشركة الأمريكية التي وظفت موظفين واستلمت نقود المؤمنين وفتحت حسابا في البنوك كان لها مقر لدينا ولم تكن تدير أعمالها من المريخ أو جزر الهونولولو .. ورغم ذلك بقيت تعمل خمسين عاما بدون ترخيص أو تصريح. ومقر شركة التأمين الأمريكية لم يكن منزويا في حي من الأحياء العشوائية التي اكتشفنا متأخرين أنها قد أصبحت ملاذا آمنا لمصانع الخمور وأوكار الدعارة وإعادة توزيع العمالة الهاربة، بل كان مقرها في موقع يليق بشركة أمريكية تستدرج العملاء للتأمين لديها والموظفين للعمل فيها .. ورغم ذلك بقيت خمسين عاما تعمل بدون ترخيص. هنا يكون الخبر الذي يطرح سؤالا، كما طرح أرضاً موظفين فصلتهم الشركة ومؤمنين نهبت أموالهم، فأين كانت الأجهزة الرقابية عن هذه الشركة طوال خمسين عاما؟ ولعل الخبر الأهم من هذا الخبر هو ما يمكن أن تتضمنه الإجابة على سؤال يستفسر عن عدد الشركات التي سوف نكتشف بعد خمسين عاما أنها تعمل بدون ترخيص، وقد لا نتمكن من هذا الاكتشاف إلا بعد أن تتمكن تلك الشركات من نهب الملايين من أموال المواطنين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة