أسئلة يجيب عنها: د. سليمان العلي «مدرب ومستشار برامج إطلاق القدرات وتطوير الذات» س: كيف ندرب أنفسنا على التفكير الإيجابي دائما والنظرة الإيجابية للأمور والتفاؤل الدائم على كل حال؟ وكيف نتخلص من التفكير السلبي وكل الأفكار السلبية، ونمنع تسربه لفكرنا وأفكارنا؟ محمد الهادي الباحة ج: أخي الكريم، ذكر في الأثر (تفاءلوا بالخير تجدوه) فنحن لابد أن نؤمن بالقدر خيره وشره وهذا الإيمان يتطلب منا البعد عن التشاؤم والنظرة السوداوية للأمور، وكما قال عليه الصلاة والسلام (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرا له) ومن أجمل ما يمكن أن يقنع الإنسان بأن الفكر الإيجابي وهو أن الإنسان لديه إرادة ولديه قوة ولديه طاقات إيجابية تكون مختبئة وكامنة، بمجرد التأمل فيها والتفكر فيها وتذكر ذلك سوف يستطيع الإنسان أن يستفيد منها وأن يبني بها حقيقة فعلا جديدا وفكرا جديدا. ولبناء الفكر الإيجابي: أولا: يحتاج الإنسان لجلسة مع نفسه، هذه مهمة جدا، ويتذكر أنه يمكن أن يغير نفسه، وبعد ذلك يتأمل الإنسان في إنجازاته حتى وإن كانت بسيطة، ويحاول أن يجسمها وأن يضخمها وأن يعظمها، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى فكر إيجابي ممتاز جدا. الخطوة الثانية: هي أن يعرف الإنسان أن الانفعالات تؤدي إلى أفعال، وإذا كانت الانفعالات سلبية سوف تؤدي إلى فعل سلبي، وعلى ضوء ذلك يجب أن تكون انفعالاتنا إيجابية وذلك بأن نكون متفائلين، بأن نكون مفكرين في الخير، وبأن نعمل العمل الصالح، فالعمل الصالح والعمل الخير يكافئ الإنسان داخليا ويجعله يحس بالرضا، ويبني لديه فكار إيجابيا مما ينتج عنه المزيد من الفعل الإيجابي. ثالثا: الصحبة الطيبة يتخذها الإنسان نموذجا له في حياته، وهذا النموذج يغير الإنسان فكريا وفعليا وعمليا، هذه أيضا وسيلة رائعة. رابعا: من أفضل الوسائل أيضا لتغيير الفكر السلبي إلى فكر إيجابي هي إدارة الوقت بصورة فاعلة وصورة جيدة وتنظيمه والاستفادة منه، وهذا في حد ذاته يجعل الإنسان يحس بالرضا حين يحسب إنجازاته التي قام بها في خلال اليوم، وهذا يعني بناء فكريا إيجابيا. خامسا: الإكثار من الاطلاع ومن المعرفة، يبني الفكر الإيجابي. سادسا: أن يفهم الإنسان ذاته، يجب أن تفهم ذاتك، فأنت الحمد لله شاب مسلم في هذه الأمة العظيمة، وأمامك إن شاء الله فرص طيبة في الحياة وأنت أفضل من غيرك، وتقييم الذات بصورة منطقية ثم قبول هذه الذات وبعد ذلك السعي إلى تطويرها هو في حد ذاته يساعد على الفكر الإيجابي. الماضي يجب أن لا ننظر إليه بسلبية مهما كان سلبيا، ننظر إليه بعبرة، وننظر إليه بأنه خبرة مكتسبة يجب أن يستفاد منها لتقوية الحاضر والذي يعيشه الإنسان بقوة.