قضى معلم خدمة امتدت ل 37 عاماً في إدارة تعليم المدينةالمنورة وتقاعد دون أن يحصل على يوم واحد إجازة مرضية أو اضطرارية، واعتقد لوهلة أنه سجل بذلك إنجازا يستحق أن يدخل به موسوعة جينس، وخاطب الموسوعة لتسجيل رقمه رسميا إلا أنه رفض بحجة أن التربية والتعليم ليس لها فروع في الموسوعة. «لك أن تتخيل أن شخصا يأكل العقارب ويدخل موسوعة جينس، فيما معلم أفنى حياته في خدمة العلم والتعليم دون غياب يوم لا يمكنه أن يسجل ما فعله كإنجاز»، بهذا التساؤل، فتح المعلم سعود شلية الحازمي قلبه للحديث حول رحلته مع الوظيفة في حقل التربية والتعليم. ويبدو أن الأمر بالنسبة للحازمي لا يتوقف على دخول الموسوعة، فهو يؤكد أنه لم يحصل على أي تكريم نظير هذا الإنجاز، «كنت أتمنى أن أجد التقدير من وزارة التربية والتعليم أو من إدارة تعليم المدينة، ولكن للأسف كل ما كنت أحصل عليه دروع وشهادات شكر وتقدير من مديري المدارس وبعض الزملاء المعلمين والطلاب وهذا خفف عني الكثير من الألم». يقول الحازمي مسترجعا ذكرياته مع التعليم ، «كانت سنوات جميلة جداً مليئة بالتضحية والإخلاص والمثابرة؛ من أجل صناعة جيل يتصدى لمسؤولياته على أكمل وجه، وكنت طوال فترة عملي أتجاوز كل الظروف التي كانت تواجهني وأرفض رفضاً قاطعاً الغياب حتى في أحلك الظروف». ويعلل رفضه للغياب بالقول «كنت حريصاً على مصلحة أبنائي الطلاب أكثر من حرصي على صحتي مع أن النظام يجيز لي الغياب سواء أثناء مرضي أو حتى من خلال رصيدي من الإجازات الإضطرارية، ولكنني أقسمت على أن أكمل المهمة دون غياب، واستطعت أن أكون عند حسن ظن طلابي الذين هم بمثابة أبنائي وأصبح الكثير منهم زملاء لي». وعن التغيرات التي طرأت على مستوى الطلاب بين الماضي والحاضر اكتفى الحازمي بتريد مقولة «الله يرحم طلاب زمان»، وزاد «كان الطالب في السابق يحرص على المعلومة بخلاف طالب اليوم الذي ليس لديه طموح أصلا». وحول تكريم الحازمي من قبل إدارة التربية والتعليم في المدينةالمنورة، علق مدير التربية والتعليم السابق في المدينةالمنورة الدكتور تنيضب الفايدي أن المعلم الحازمي من خيرة رجالات التربية والتعليم ويعتبر أنموذجاً يقتدى به، وكان ينبغي على مدير المدرسة أو المشرف التربوي الرفع إلى إدارة التربية والتعليم من أجل تكريم هذا المعلم المتميز. وأضاف «يبدو أن خطأ غير مقصود وقع في هذا الخصوص، ولكن إدارة التعليم تكرم كل المتقاعدين مع نهاية العام الدراسي، ومن المؤكد أنه نال التكريم المناسب أسوة بزملائه وهذا أقل واجب نقدمه له».