تمضي سنوات أم علي نحو الخامسة والسبعين، وأمراض الشيخوخة تحاصرها من كل جانب، حتى أصبحت مقعدة وغير قادرة على الحركة تماما، وفي نفس الوقت غير قادرة على العلاج من المرض الخبيث الذي أصاب قدمها ومن آلام المفاصل وضغط الدم والسكر. أم علي التي تسكن في جازان جنوب المملكة، لم تتوقف معاناتها عند هذا الحد بل زادت أوجاعها عند وفاة ابنها الأكبر قبل شهرين، ولم تكد عيناها تهدأ من البكاء على فقدانه حتى صدمت مرة أخرى بسجن أخيه، الذي ترك لها ثمانية أطفال وأمهم لترعاهم في بيتها المتهالك، بعدما عجز عن دفع كفالة مالية تعهد الالتزام بها. أم علي قالت: أخشى أن تزداد علتي وقد أفارق الحياة دون أن أرى ابني قد خرج من سجنه واجتمع بأبنائه وزوجته.