صرفت وزارة المالية 14 مليون ريال ل400 نازحة ونازح من قرى الحدود الجنوبية في منطقة جازان، خلال اليوم الأول فقط من أيام صرف المستحقات المالية للنازحين. وأوضح مصدر رسمي ل «عكاظ» أن العدد الإجمالي للنازحين المقرر صرف المستحقات لهم في الأسبوع الأول وصل إلى 1084 مستفيدا، مشيرا إلى أن المبالغ المصروفة تمثل استحقاق المستفيدين عن ستة أشهر، حيث يحصل كل مستفيد يعول أكثر من عشرة أشخاص على 35 ألف ريال. وتعليقا على الزحام الشديد الذي شهده مقر فرع وزارة المالية في مدينة جازان، أكد المصدر أن الوزارة هيأت صالة تستوعب العدد الكبير للمستفيدين، منوها أن أغلبية من حضروا في البداية كانوا أشخاصا لم ترد أسماؤهم في دفعة اليوم الأول، موضحا أن آلية الصرف جرت وفق آلية سريعة، ولم يحدث أي عائق واكتظاظ. واحتشدت أعداد كبيرة من النازحات والنازحين أمام مقر فرع وزارة المالية؛ للبحث عن أسمائهم في قوائم أسماء المستحقين، قبل أن ينتقل 400 شخص منهم إلى الوقوف صفوفا لفترات زمنية طويلة أمام شبابيك الصرف لاستلام شيكاتهم. ورصدت «عكاظ» حالات إنسانية عديدة قدمت لتسلم شيكات المستحقات المالية، من بينها حالة النازح المقعد والكفيف محمد الكعبي، الذي نزح من قريته الحدودية للسكن في إحدى الشقق المفروشة في مركز الشقيق، الذي يبعد عن مدينة جازان نحو 150 كيلو متر. وحضر الكعبي إلى مقر فرع وزارة المالية بسيارة أجرة رفقة ولده، إلا أنه فوجئ بأن اسمه ليس بين الأسماء التي حدد لها الصرف في اليوم الأول. وأوضح الكعبي ل «عكاظ» أنه يعاني من صعوبة في الوصول إلى مقر الصرف، ولم يلق أي تجاوب من المسؤولين في فرع وزارة المالية مع حالته، وطلبه استثناء وضعه وتسليمه شيكه، حيث طلبوا منه العودة اليوم الثاني، على رغم أن حالته المادية ووضعه الصحي لا يسمحان له بذلك. فيما أشار النازح علي هادي، إلى أنه يعول عشرة أبناء، وجاء من مركز الدرب من الساعة 6.30 صباحا، وانتظر أكثر من ثلاث ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة حتى وصل إلى شباك الصرف، ليبلغه الموظف أن عليه المراجعة بعد يومين، كون موعد استلامه شيكه لم يحن بعد. فيما احتجت المسنة أم علي، على تحديد موعد صرف الشيكات للنساء بعد الظهر، ورأت في هذا الموعد إجحافا لحقهن، خصوصا مع ارتفاع حرارة الشمس، وطالبت المسؤولين في فرع وزارة المالية بضرورة تغيير الوقت، ووضع آلية أفضل من المعمول بها حاليا، كصرف المستحقات عبر أجهزة الصرف الآلي، على غرار مستحقات الضمان الاجتماعي؛ لتجنيب المراجعات والمراجعين الزحام والتدافع. ومن جانبها انتقدت النازحة أم ناصر، تأخر توزيع الشيكات وصرفها للمراجعين، وانتقدت بطء الموظفين في إكمال الإجراءات الروتينية، وسألت: «لماذا لا يتم توزيع الشيكات للنساء عبر إدارة نسائية بشكل مستقل عن المقر؟»، مطالبة بتوفير صالات مكيفة بدلا من ترك النازحات والنازحين وخصوصا كبار السن والمرضى عرضة لأشعة الشمس الحارقة.