تتوازى الجهود المتواترة لوضع السلام موضع النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع استهلال جولات المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشل، تتواصل جهود المصالحة الفلسطينية بغية تذليل العقبات التي تكبح تحقيق الوفاق البيني ورأب الصدع الداخلي الفلسطيني، حين نادت جميع الأطراف بضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الصف لمواجهة التحديات الخطيرة المحدقة بالشعب الفلسطيني. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي في حديث ل«عكاظ» الأجواء التفاؤلية في ضوء تحرك وفد المصالحة والتصريحات الأخيرة التي صدرت من جانب حركة حماس، مستدركا أن حركة فتح ترغب في انعكاس هذه الأقوال إلى أفعال لتجاوز العقبات التي تعترض طريق المصالحة، ومن ثم بلوغ تفاهمات تقود للتوقيع على الورقة المصرية. واعترف أن عملية المصالحة الفلسطينية تقتضي جهدا مضنيا، ولكنه قال إنها ليست معجزة، إذ إن جميع الفلسطينيين يؤمنون بضرورة تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة العدو المشترك. وتابع أن الشعب الفلسطيني سئم الانقسامات ويرغب في تجسيد وحدته وكلمته. من جهته، أفاد مسؤول فلسطيني أن استئناف جولات المصالحة بين حركة فتح وحماس لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بين الطرفين يعتبر مؤشرا إيجابيا للغاية، لافتا إلى أن لقاء بيروت بين وفدين من حركتي فتح وحماس برئاسة عزام الأحمد وعضو المكتب السياسي لحماس أسامة حمدان، والذي نوقشت ضمن وقائعه تفاصيل دقيقة بعيدا عن الأجواء الإعلامية لفتح الأبواب الموصدة. وأشارت المصادر إلى أن الطرفين اتفقا على معاودة الاجتماعات، واستحداث مناخ صحي لتفاهمات بين الطرفين يفضي إلى إنهاء تباين المواقف من أجل تعزيز الوفاق وصولا إلى القواسم المشتركة. وأضافت أن حماس وفتح مدركتان لخطورة الوضع السياسي في الساحة الفلسطينية، خاصة في ظل الضغوط الدولية ووصول عملية السلام إلى طريق مسدود، والضغوط الدولية الكبيرة التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل دون إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة حول ملفي الأمن والحدود مع الجانب الإسرائيلي. وتشترط القيادة الفلسطينية وقف الاستيطان وتحقيق تقدم في ملفي الأمن والحدود قبل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، في حين تطالب إسرائيل الدخول في مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة. وتوقفت المفاوضات المباشرة غداة الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في نهاية 2008.