أنا أم لطفلة وحيدة عمرها سنتان وأربعة أشهر، وعملي يجبرني على الابتعاد عنها تسع ساعات يوميا، وبعد عودتي أقضي معها من 3 - 4 ساعات في اليوم، بالإضافة إلى عطلة نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية، وأحاول جاهدة التفرغ لها أثناء وجودي في المنزل، مشكلتي معها أنها عنيدة، ولا تنصاع لكلامي، وتتصرف في بعض الأحيان بسلوكيات لا ترضيني عنها تماما كأم تسعى دائما لإصلاح ابنتها وتنشئتها التنشئة الصالحة وفي بيئة مستقرة بين أب وأم، حاولت معها بكل طرق التربية من عقاب وتحفيز لكني لم أنجح معها ؟. أم غيداء الباحة العناد لدى طفلتك في مثل هذه السن أمر طبيعي، ويزيد بطبيعة الحال نتيجة غيابك الطويل عنها، ولا تنسي أنها لا تزال صغيرة وينبغي أن تتوقعي منها بعضا من أشكال السلوك غير المتوافق مع ما تريدينه منها، فليس مطلوب منها أن تكون آلة تطبق كل ما تريدين منها تطبيقه، وربما كان السبب الحقيقي الكامن وراء ما يصدر عن ابنتك راجع إلى عدم ثباتك في التعامل معها، فالواضح من رسالتك أنك جربت الكثير من أنواع السلوك معها، وهذا بطبيعة الحال يجعلها تدرك عدم الثبات هذا وتحاول ولو بطريقة لا شعورية اختبار أساليبها في الحصول منك على ما تريد، لذا عليك أولا الاتفاق مع زوجك على قائمة بالأنماط السلوكية الممنوع عليها إتيانها، ثم بعد ذلك الإصرار على أن يبقى الممنوع ممنوعا سواء عندك أو عند والدها، فلا ينبغي أن يوافق أحدكما على سلوك يصدر عنها ويمنعه الآخر، الثبات منكما على قائمة الممنوعات أمر مهم جدا، ثم الاستمرار في كل المواقف على الممنوع، فإذا لم تسمحوا لها يوما بممارسة سلوك معين لا ينبغي أن يكون مسموحا بممارسته في يوم آخر، لذا أؤكد عليك بالثبات ثم الثبات، بعد ذلك أنتم بحاجة لتعلم آليات العقاب غير الضرب والصراخ، وهذا تجدينه في كتاب التربية الذكية، كما أن استخدام آليات الحب التي أشرت إليها أمر مهم جدا، ولا ينبغي إطلاقا اللجوء للتهديد، لأنه يزيد من شعورها بعدم الأمن، وأنت بغنى عن مثل هذا الشعور لديها، يبقى مهم جدا أن تعرفي ما الذي يحدث خلال غيابك عنها الساعات الطوال وأنت في عملك، فإن كانت تبقى برعاية الخادمة فينبغي أن تعرفي طريقة تعاملها معها، وإن كنت تبقينها عند أحد من أهلك فتأكدي هل هم يلبون كل ما تطلبه، فإن كانت الخادمة أو بعضا من أهلك يلبون لها كل احتياجاتها فستظهرين أنت أمامها باعتبارك من يعوق مطالبها وسيكون هذا واحدا من أسباب العناد الذي تلاحظينه منها، مطلوب في كل الحالات الثبات على سياسة واحدة من كل الذين يتعاملون معها، وتأكدي أن طفلتك تحتاج لبعض الحرية في سلوكها اليومي ولا ينبغي أن تصب في قوالب محددة، ولا شيء أفضل من شعور الطفل بأنه محبوب، فالحب وسيلة فعالة لضبط السلوك لديه.