إذ قلنا إن الخوف حالة متأصلة بالإنسان والحيوان معا، فماذا نقول عن الخوف المصاحب له الأذى وهما اللذان لا مبرر لهما على الإطلاق. فالحيوان سمته الذعر والخوف ومن ثم الهروب لكي لا يؤذيه الإنسان، وهذا شيء بديهي وفطرة فطر عليها الحيوان. ولكن ما هو المبرر الرئيس من الخوف والأذى عند الإنسان الذي ميزه الله سبحانه وتعالى بالعقل الدال على جادة الحق والصواب في معرفة حقوقه وواجباته وإمكانياته وحدوده، سالكا سبل الرشاد والهداية في حسن أخلاقه وتعامله مع الآخرين دون مضرة بنفسه وإلحاق الأذى والأضرار بالغير، بدءا من الشارع والمتجر والمدرسة والعمل، بل في مناحي الحياة عامة. ولكن ما يدعو إلى الاستغراب والاستهجان حينما تتلبس إنسان وهو على درجة من الوعي والنضوج العقلي، تتلبسه حالة من الخوف والذعر فيتحول خوفه وذعره اللذان لا مبرر لهما من أصله إلى أذى عمد ضد إنسان فألحق به ضررا جسيما، فما أظلم الإنسان لأخيه الإنسان. هما الخوف والأذى بالغا الضرر بعينهما وعالمهما الخفي والظاهر معا. نعم الخوف حالة متأصلة بالإنسان، ولكن يجب أن لا تصل لدرجة الشكوك والظنون ومن ثم الدخول في متاهات عريضة طويلة من التخيلات الزائفة ومن ثم افتعال المماحكة والمحاكمة الباطلة المبنية على الظن الناجم من الخوف، والذي أجزم إذا تعدت وتعددت مسألة الخوف من كل شيء دخلت المسألة في نطاق العقدة النفسية المتوحشة من كل شيء بينما ليس ثمة داع للتوحش، فالإنسان خلق من نطفة حسنة خالية من العيوب والعقد والأمراض، ولكن الإنسان صنع بنفسه كل ذلك الشأن! فالإنسان يجب أن يزرع الثقة بالنفس ويؤمن بشيء اسمه القدر، ومن ثم الاقتدار على بناء الجسور المتينة من الثقة بالنفس وأن يثق بقول خالقه عز وجل «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»، وألا تفتر شفاه المؤمن بالله من ترديد الأذكار والمعوذات الطاردة للوسواس والشكوك والظنون والهواجس، فهي الكافلة لإدخال الطمأنينة لقلب المؤمن بالله جلت قدرته «ألا بذكر الله تطمئن القلوب». لذا أقول وأكرر إن مسألة الخوف عند الإنسان نتيجة حساسية مرهفة، وإلا مم الخوف؟ طالما لم أؤذ إنسانا، أو أهضم حقوق الغير، أو أتجنى على زميلي أو رئيسي بالعمل وهو لم يؤذني، أما ما كان في حكم التكهنات والظنون فهذا شيء يصعب الخلاص منه ما لم يكن لدى الإنسان ثقة بالآخرين، أنا لا أتحدث من منبر أخصائي اجتماعي أو طبيب نفسي، ولكن ما سمعته ورأيته وخبرته على الطبيعة لشيء مؤلم، حينما تستبد بالإنسان الشكوك والظنون بغير إرادته، وبإرادته ومراده حينما يرتاد افتعال المشاحنات والمصادمات!! [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة