دهم مرض غامض ثلاثة أطفال أشقاء في مدينة عرعر، أعجزهم عن سمع أصواتهم، أو النطق منذ ولادتهم، وهرول والدهم في مستشفيات المملكة لعلاجهم دون جدوى. ويعيش هؤلاء الأطفال على مراقبة شفاه والديهم والآخرين لفهم ما يدور حولهم، فلا تخرج من حناجرهم سوى صرخات البراءة بعد أن تعثرت حبالهم الصوتية عن النطق بما يريدون. ويقول والد الأطفال حماد العنزي: «أنجبت زوجتي ثلاثة أطفال: خالد، محمد، ونوت، لا يسمعون ولا يتكلمون منذ ولادتهم، وبفحصهم لدى الأطباء تبين أن طبلات آذانهم سليمة، وجرى تخطيط سمع للجذع الدماغي لهم كشف عن إصابتهم بفقدان الحس العصبي الشديد». ويشير العنزي، الذي يعمل في شرطة الحدود الشمالية، إلى أن الأطباء نصحوه بإجراء عملية زراعة القوقعة لأطفاله، «إلا أن هذا النوع من العمليات في المملكة يحتاج إلى مواعيد مراجعة وفحص تمتد لسنوات طويلة». وأكد العنزي أن زراعة القوقعة متاحة في بعض مستشفيات القطاع الخاص، إذ تبلغ تكلفة العملية الواحدة نحو 120 ألف ريال، ما يعني عدم قدرته على تأمين هذه التكلفة في ظل تواضع راتبه.