مهما كانت النفس البشرية في تركيبتها الطبيعية ميالة إلى الغبطة أو الحسد، إلا أن أنها أيضا ميالة للشكر والامتنان والتقدير، وفيما نحن نستجلي المشهد التكريمي في حلته الرائعة، فتيات وشباب جدة وهم ينالون أرفع تقدير من أمير مكة، ومن المجتمع بكل أطيافه، مشكلين صورة جديدة تحرق الصورة التي كادت تكون نمطية ومكرسة بشكل مفجع. ولكن التعاطي مع هذه الحالة لا يمكن إلا أن يجعلنا نستقرئ كافة حالات المواطنة الفعلية التي لا تكتفي بالشعارات، بل تتجذر عميقا في قلب العمل الوطني. وإذا كان الشباب والفتيات لا يستطيعون سوى التطوع بأوقاتهم وجهودهم، فإن رجال الأعمال القادرين يستطيعون أن يفعلوا أكثر من ذلك بكثير، وأمامي الآن نموذجان لذلك: مؤسسة باب رزق جميل.. وجهود رجل الأعمال ناصر الرشيد الذي قدر أبناء حائل جهوده فاحتفوا به على طريقتهم، بل إن أصحاب القدرة المعنوية والمادية يستطيعون أن يفعلوا أكثر، حيث أنهم يتبرعون ويحفزون الآخرين على التبرع. إن كل هذه التجارب من التطوع، إلى التبرع، إلى الممارسة الفعلية حيث بذل كل شيء للوطن ليست شيئا خارقا. ففي كل العالم لا تقوم مؤسسات المجتمع المدني بدورها إلا بالدعم المباشر من القادرين من المواطنين، ولكن هل لدينا من يتبرع بنصف أو ربع ثروته، مثل بيل جيتس أو بافيت.. أتمنى ذلك ولو في المشمس. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة