.. جاء إنشاء هيئة الحياة الفطرية مشروعا طوباويا في بدايته، لأن المواطن السعودي لا يعيش في بيئات ثرية بالتنوع الحيواني والنباتي، أو هو يعتقد ذلك، ولكن مع مرور السنوات تكرس هذا المفهوم، وصرنا نعرف مدى ثراء بيئتنا البحرية، وثراء بيئات الصحراء بالكائنات النادرة، ووجود نوعيات نادرة من الأشجار في محيطنا، مما أكسب هذه الهيئة دورا كبيرا في مواجهة الصيد الجائر لهذه الكائنات، كان أنموذجها الأكبر في مطاردة قتلة الغزلان في صحراء الربع الخالي والتشهير بهم. هذه الحالة وسواها تجعل الكثيرين يرون أهمية إنشاء هيئة لحماية الحياة البشرية لمواجهة التجاوز الكبير على بيئة الإنسان، إما بإنشاء المصانع ذات الأبخرة الضارة والغازات المميتة أو بهدم المواقع التاريخية أو بالاستيلاء على المواقع الطبيعية أو حتى بالاستيلاء على مواقع الحدائق والخدمات، إضافة إلى تشويه بيئة الإنسان بالمخلفات من صرف صحي وسواه من المخلفات القاتلة والمدمرة. إن هذه التجاوزات الجائرة على حياة الإنسان، والتي تمارس بعيدا عن مظلة الأجهزة الإدارية المختصة أو بالتغاضي منها، تستدعي أن تتشكل هيئة مجتمع مدني ذات مظلة وطنية ورسمية عالية لمنع ما يحدث من التجاوزات على بيئة الإنسان، مثلما تقوم هيئة وجمعية حقوق الإنسان بالدفاع عن حقوق الإنسان، وأن تقف بشدة ضد أي تجاوز مهما كان، فإذا كان الحيوان وبيئته تحت حماية رسمية وعالمية تنص أشد القوانين صرامة، فالأولى إذاً أن يكون للإنسان نصيب أكثر من ذلك. فمتى ننشئ هيئة لحماية الحياة البشرية من المتجاوزين والمستغلين وأصحاب المبادرات السوداء، فالإنسان أولا.. الإنسان أخيرا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة