الحق يقال: إنني متمتع بما يفعله ديوان المراقبة العامة مع أمانة جدة وفروعها، فديوان المراقبة وكما يقال بالعامية «ورى الأمانة نجوم الظهر» ولكن باللوائح والأنظمة والقانون. وبدأ ديوان المراقبة العامة يراقب أمانة جدة عن طريق «مكرسكوب»؛ لدرجة أنه فك شفرة ال«DNA» لأمانة جدة وفروعها، أو هكذا يبدو لي الأمر من خلال ما تنشره الصحف كل يوم مذ غرقت جدة «بشبر ميه». آخر «اكتشاف مجهري» توصل إليه ديوان المراقبة العامة، تعيين أربعة قياديين «مساعد الأمين للإدارة العامة لشؤون التسويق والإعلام، مساعد نائب الأمين للمتابعة والتطوير، نائب مساعد الأمين في الإدارة العامة لتقنية المعلومات، مدير عام الموارد البشرية». هذا الاكتشاف جعل الديوان يتدخل بسرعة ويوقف القياديين الأربعة لأنهم يشغلون وظائف عامة دون عقود رسمية، كذلك سيحقق ديوان المراقبة العامة في قضية أخرى وفي أمانة جدة أيضا، بعد أن نشب خلاف بين الموظفين، فأحد الموظفين رفض تنفيذ أوامر مسؤولين بحجة أنها ضد النظام، فيما المسؤولان يصران على الموظف بتنفيذ الأوامر وألا يتدخل بما لا يعنيه. رغم هذه المتعة التي ربما يشاركني فيها سكان جدة فقط، إلا أن هناك سؤالا يدور برأسي كلما قرأت خبرا يؤكد أن الديوان «مطلع عين أمانة جدة» بالنظام، مفاده: ماذا عن الأمانات الأخرى؟ ألا تستحق «مكرسكوب» وليس مهما أن نعرف ال«DNA» لتلك الأمانات، فكل ما نريد معرفته كيف غرقت أنفاق وشوارع المدن، ومن المسؤول عن غرقها؟ صحيح أن هذه المراقبة الدقيقة لأمانة جدة سيجعل الأمر ومع الوقت رائعا بالنسبة لسكان جدة، والصحيح أيضا أن ما كان رائعا لسكان جدة سيصبح في المستقبل القريب عناء لا يطاق، فسكان المدن الأخرى وبسبب عدم وجود «مكرسكوبات» إضافية عند ديوان المراقبة العامة ليسلطها على باقي الأمانات، سينتقل سكان المدن للعيش في جدة، على الأقل في فصل الشتاء خوفا من الأمطار التي كان الناس ينتظرها لتزيل الأتربة من الهواء، فيما بعد أصبحوا يفضلون «الربو» على المطر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة