تحول طفح المجاري والتسربات التي امتلأت بها معظم شوارع جدة إلى مصدر قلق لسكان جدة، وبات بعضهم يخشى على نفسه وأسرته من استمرار هذا الواقع المؤلم. وقد بدا ذلك واضحاً من خلال انهيار بعض خزانات الصرف الصحي. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه عندما يتصل مواطن بقسم العمليات التابع لأمانة جدة على الرقم «940» للإبلاغ عن انهيار أو تسرب، ويتسلمون منه البلاغ، يظل هذا التسرب مستمراً لأشهر عدة، مع أن الاتصالات تتكرر والوضع لم يتغير. والأدهى من كل ما سلف، عندما يذكر موظف قسم العمليات بأنهم زودوا المراقب بعنوان الشارع أو مكان التسرب، ليظل المواطن تائهاً بين طفح مياه الصرف الصحي والأمانة والمراقب، فأي حلقة مفرغة يعيش فيها سكان جدة؟ سبق أن اتصلت بقسم العمليات في أمانة جدة للإبلاغ عن هبوط في الطبقة الأسفلتية في أحد الشوارع، وحتى الآن لا يوجد تجاوب، كما تقدمت ببلاغ آخر يتعلق بوجود طفح مياه مجاري وأثرها على أهالي أحد الأحياء، وحتى كتابة هذه السطور لم يحدث شيء. منذ نحو شهرين انهار بئر في أحد الشوارع العامة، وحتى الآن لم تتفاعل الأمانة مع هذا الخطر المحدق، بل إنه حتى الآن لا يوجد بوادر لاتخاذ إجراءات صارمة، فأين المسؤولون عن مثل هذه السلبيات التي بات حدوثها ومشاهدتها أمراً طبيعياً في السنوات الأخيرة؟