كتبت في مقالي السابق بعنوان (نحن لغتنا.. جمع تكسير) عن التظاهرة الثقافية (الكرنفال) الذي أقامته في شارع الحمراء الشهير في بيروت مؤسسة (الفكر العربي وفعل أمر)، وقد تم إغلاق الشارع الهام والمزدحم بالسيارات لمدة يوم كامل، مما أحدث إزعاجا مروريا لكن الناس استحملوه كرمانا للمناسبة وكانت بعنوان (نحن لغتنا)، والهدف من الكرنفال وما فيه من أوجه نشاط ثقافي وفني، حيث أقيمت عروض في مسرح المدينة وبسطات لبيع الكتب واللوحات... إلخ، الترويج للغة العربية وضرورة استخدامها في كل الأنشطة الحياتية، واللغة العربية تواجه منافسة شديدة في بلادها، وخصوصا في لبنان من اللغات الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية، وطبعا العامية من الشعر النبطي والزجل وفي برامج الإذاعة والتلفزيون... إلخ، والخطير في الموضوع أنه لا أحد يلتفت إلى السبب الحقيقي في ضعف استخدام اللغة الفصيحة، ألا وهو صعوبة قواعد اللغة، لم تكن هناك جهود حقيقية وعلمية لتبسيط هذه القواعد أو إيجاد قواعد مبسطة دون الارتباط المقعد المعيق بالشعر الجاهلي وقواعد سيبويه، قواعد العربية مملوءة ومشلولة بالاستثناءات، والواجب أن نضع قواعد مستخرجة من اللغة الفصيحة البسيطة المستخدمة في الصحافة والفنون الأدبية الحديثة كالقصة والرواية، في أغلب اللغات الحية وأهمها الإنجليزية لغة قديمة وأخرى حديثة، ولما أعطى مثالا على التخلف اللغوي فإن أمين مؤسسة الفكر العربي ذكر قاموس الوسيط في اللغة الذي أصدره مجمع اللغة في مصر والذي لم يطور خلال نصف القرن الأخير ولم تضف له أي مفردات مستحدثة، بينما على سبيل المثال قاموس وبستر الأمريكي في كل طبعة جديدة يضيف عشرات المفردات المستحدثة، وكذلك بالنسبة للقواميس إذ لم يطور قاموس المورد الحديث وهو أهم قاموس بين اللغتين العربية والإنجليزية، والسؤال الأهم من كل «كرنفال»: ماذا فعلت أو خططت المؤسسات الثقافية لحل هذه الإشكالية (الإعاقة)؟ هل ستفعل شيئا أم تراها ستسير في درب الاستنكار والشجب؟ للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة