زرت العام الماضي لأول مرة الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا، لم يسبق أن تعرفت قبلها على الدكتور محمد العيسى (الملحق الثقافي التعليمي هناك) كنت أسمع عنه جديته، وانضباطه، وهدوءه، أخذت عليه في البداية صمتا يلف مكاتبها، وتخليت عنه عندما رأيت طلابا وطالبات جاؤوا إلى أمريكا لتلقي العلم، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين «عبد الله بن عبد العزيز» للابتعاث الخارجي، فتحول الصمت إلى حركة، معززة بأحدث وسائل التقنية في الإدارة، والإنتاج، والعمل، كدت أصرخ بأعلى صوتي: «ياحلاوة» !! لولا أني خشيت أن أتهم بالمجاملة، فالرجل كان بجواري، وعيناه من خلف النظارة تنظران في هدوء، فلم أشأ أن أعكر صفو هدوئه، وفضلت أن أرى بعيني لأحكم، وما أتيت لأكون حكما، ولكنها النفس الأمارة بالسوء، سولت لي البحث عما كان يقال: إن الملحقية في واد والطلبة المبتعثين في واد آخر. تركني الدكتور العيسى، بعد أن تلقى محادثة من سكرتيرته تطلب منه العودة إلى المكتب، أعتقدت أن في الأمر سوءا، لم أواصل الزيارة، قطعتها، وتبعته وهو لا يعلم، فقد تحركت بعده بدقائق، وفي مكتبه شهدت حوارا راقيا بين طالب متعثرة معاملته لعدم استكمال متطلباتها، وأدب في مواجهة غضب الطالب. تسمع أحيانا عن جلافة مسؤول ما في التعامل !! عن سوء أخلاقه !! حتى إذا ما رأت عيناك الوضع على الطبيعة، أدركت أن الأهواء تسيطر على بعض الناس، وفي ضوئها يصدرون الأحكام، يلهبون بها الظهور، ويسلطون عليها ألسنة السوء، و «يا غافل لك الله».. بالأمس القريب زفت الملحقية الثقافية في أمريكا، أكثر من (3) آلاف طالب وطالبة، من المبتعثين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين ( الملك عبد الله بن عبد العزيز) في مختلف التخصصات والمراحل العلمية، ووقف وزير التعليم العالي (د. خالد بن محمد العنقري) محتفيا بالمتفوقين، ومفتتحا معرضا ثقافيا وفنيا يوضح الأنشطة الثقافية للأندية الطلابية في جميع الجامعات الأمريكية، بالإضافة إلى (24) جامعة سعودية تستقطب الطلبة الخريجين للعمل في أروقتها. هذه بداية الثمار، والقادم أحلى وأحلى. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة