من المعتاد أن يغلب على اللوائح الإبهام في تعبيراتها والتعدد في احتمالات تفسيرها، ولذلك يحدث أحيانا أن تلحق اللوائح الجديدة بما يفسرها لتفادي ما يقع من خطأ في الفهم. ولا أدري لِم لا تكون صياغة اللوائح واضحة ومحددة بحيث لا يختلف حول فهمها اثنان! قبل أسبوعين تقريبا أعلن عن اللائحة الجديدة للأندية الأدبية، فجاءت كعادة اللوائح فيها من الإبهام ما يشغل الأذهان بالبحث عن المعاني المختلفة. فأنا مثلا أشكل عليّ فهم مسألتين في هذه اللائحة: إحداهما، تعريف اللائحة للنادي الأدبي بأنه «مؤسسة تعنى بالأدب والثقافة»، وأن من أهداف النوادي «نشر الأدب والثقافة»، فهاتان العبارتان (التعريف، والهدف) المنصوص عليهما في اللائحة وضعتاني أمام تساؤل كبير عن معنى الثقافة معطوفة على الأدب فيهما؟ أليس الأدب جزءا من الثقافة؟ والتساؤل هنا ليس المراد به مجرد حذلقة لغوية، وإنما الهدف هو الاشارة إلى أهمية أن تكون اللوائح واضحة ودقيقة في تعبيراتها، فذلك يتوقف عليه أمور أخرى تتبعه. إن مفهوم الثقافة واسع وممتد، وعندما تنص اللائحة على أن النادي (معني بالثقافة ومن أهدافه نشرها)، فإن ذلك يثير لدينا تساؤلات حول وجود الثقافة المقصودة هنا؟ هل النادي معني بمجالات التاريخ والآثار والاجتماع واللغات والموسيقى والفنون الشعبية والدراسات النفسية والفلسفية وغيرها من وجوه الثقافة، أم أن المقصود بالثقافة مجرد الاقتصار على الفنون التشكيلية؟ فمن المهم أن تتخذ النوادي الأدبية لها صورة واضحة محددة، وأن يتبين بوضوح ما إن كانت معنية بالأدب وحده، أو بالثقافة في صورتها الواسعة الممتدة، فيكون اهتمامها منصرفا إلى الأدب والفن والفكر في مختلف المجالات. المسألة الثانية في إبهام هذه اللائحة، أنها خلت من أي ذكر للمرأة؟ ولو كانت هذه اللائحة صادرة في مجتمع غير مجتمعنا لافترضت عدم الحاجة إلى النص على ذكر المرأة؛ لأن الأمر الطبيعي هو أن يكون جميع ما في بنود اللائحة يراد به النساء والرجال معا، ولكن في بلد مثل بلدنا، تقوم فيه كثير من الأمور على التفرقة بين الرجل والمرأة، يضحي من الضروري النص على ذكر دور المرأة في تلك النوادي وتحديد مكانها فيها. مثلا، هل للمرأة حق الإسهام الكامل في جميع النشاطات والمهام المختلفة في النوادي الأدبية مثلها مثل الرجل؟ وعلى سبيل المثال، هل يحق للمرأة الترشح لمجلس الإدارة أو رئاسة النادي؟ إن مثل هذه الأمور في حاجة إلى أن توضحها اللائحة، أما تجاهل الإشارة إليها فإني أفهمه على أنه هرب وتحايل على أن لا تتهم اللائحة بالتمييز ضد المرأة فيما لو نصت على اشتراط (الذكورة) في بعض الأمور، كالترشيح لرئاسة النادي مثلا. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة