اشتكى سكان حي قويزة من تسرب مياه إلى منازلهم واختلاطها بخزانات مياه الشرب مما سبب بوجود المستنقعات التي كثرت بسببها الحشرات التي قد تودي إلى الأمراض الوبائية، مما جعل بعضهم يخرج من منزله خوفًا على سلامة أطفاله ، “المدينة” التقت أهالى الحي وعبروا عن معاناتهم بصوت واحد. غريب الشمري يقول: رحلت عن منزلي بسبب هذه المياه واستأجرت شقة في حي البساتين بأكثر من 20 ألف ريال، خاصة وأن مندوبي مكافحة حمى الضنك حذروني من البقاء في المنزل إثر تدفق مياه الصرف الصحي والجوفية في فنائه واختلاطها بمياه الشرب في الخزان، وقد اشتكيت إلى الشركة الوطنية عدة مرات ولم أجد أي تجاوب، وأمام هذا الواقع لم يكن أمامي سوى مغادرة المنزل رغم أنني من ذوي الدخل المحدود. ولم يخف كل من عبدالله غالب وعيسى السعدي خوفهما على أطفالهما من هذه المستنقعات وقالا: تعبنا من سحبها على حسابنا الخاص، من أجل سلامتنا وسلامة أطفالنا، خاصة مع مخاوف أهل الحي من انتشار حمى الضنك، كما نتخوف من انهيار منازلنا بسبب وجود هذه المستنقعات المائية داخلها. ويضيف كل من مسلم الرفاعي ويوسف الجهني: إذا لم تكن هنالك حلول عاجلة فإن وضع الحي سوف يزداد سوءا، بسبب وجود المستنقعات التي تساعد على تكاثر الحشرات وانتشار الأوبئة، كما أننا تعبنا من وايتات الشفط التي أثقلت كاهلنا. وذكر سلطان البلادي وسليمان الجهني: أن البلدية رفعت للأمانة منذ أكثر من سنة ولكنها حتى الآن لم تنظر في وضعنا، وفي ذات السياق استغرب عبد الله باسلامة ومسلم الرفاعي تجاهل الأمانة هذا التجاهل للأوضاع المتردية في الحي من حيث صحة البيئة، وتساءلا: “هل ينتظر مسؤولو الأمانة وقوع الكارثة ليتحركوا بعد فوات الأوان للتعامل مع هذه المشكلة؟. الأمانة: المشكلة في عدم وجود شبكة صرف. “المدينة” نقلت معاناة سكان قويزة إلى أمانة جدة واتهامهم لها بتجاهل شكواهم وعدم تحركها لمعالجة المشكلة، فأوضح مدير المركز الإعلامي بالأمانة أحمد الغامدي: أن أصل المشكلة يكمن في عدم وجود شبكة صرف صحي في هذا الموقع وغيره الكثير من المواقع المتضررة الأخرى مما يضطر السكان إلى استخدام خزانات تحليل ذات مسامية عالية لتصريف مياه الصرف الصحي إلى التربة، ولكن بمرور السنين تصبح التربة مشبعة بهذه المياه ولا تتقبل أي زيادة، وزاد من حجم المشكلة وجود تسربات من شبكة المياه العذبة التي تغذي الأحياء الشرقية كونها قديمة ومتهالكة ويقدر نسبة الفاقد فيها بأكثر 35% ، وبعد ذلك يأتي العامل الذي كان له الدور الأكبر في ظهور الطفوحات بشكل لافت في العديد من الأحياء في الآونة الأخيرة، وهو زيادة كميات المياه العذبة التي تضخ إلى المدينة في ظل التوسعة الجديدة لمحطة التحلية الشعيبة 3 والذي أدى بدوره إلى زيادة في استهلاك المياه، وبالتالي زيادة في كميات الصرف الصحي المستهلكة. وبين أنه صاحب عملية ضخ كميات إضافية للمدينة، تزايد طفوحات الخزانات المنزلية وانكسار خطوط شبكة المياه العذبة بسبب كثرة الضغط عليها مع الوضع في الاعتبار أنها قديمة ومتهالكة، ويعتقد كثيرون إن هذه الطفوحات عبارة عن مياه جوفية طبيعية (كانت مخزنة في تجويف تحت الأرض منذ فترات طويلة وبدأت فجأة بالظهور مؤخراً) ويعزز ظنهم ذلك أنه عند أخذ عينات من هذه المياه وتحليلها تظهر النتائج أنها يحتمل أن تكون مياهًا جوفية نظرًا لأنها خليط من ناتج خزانات تحليل (شبه مفلترة بعد مرورها في التربة) وتسربات من شبكات المياه العذبة، خاصة عندما يتم أخذ العينات من مواقع تحتها مباشرة توصيلات شبكة مياه عذبة يوجد بها تسرب. وأشار مدير المركز الإعلامي إلى قيام الكثير من المواطنين بعمل توصيلات غير نظامية لخزانات الصرف الصحي الخاصة بهم وإيصالها بشبكات تخفيض منسوب المياه الجوفية في مثل هذه المناطق، كما هو حاصل في الموقع الحالي والذي يؤدي مع مرور الوقت إلى إغلاقها حيث إنها مخرمة وغير مخصصة لنقل المواد الصلبة. وقال: إن الامانة تعمل بالتنسيق مع الجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة وتطبيق الغرامات النظامية على المخالفين، بحيث ينحصر دور شبكات تخفيض المياه الجوفية في نقل المياه المتسربة من خزانات التحليل بالمواقع المتضررة إلى مواقع أخرى إما أن تكون مجاري السيول المفتوحة والتي من مساوئها تكاثر البعوض الناقل للأمراض، أو إلى البحر من خلال نقلها عبر خطوط تصريف مياه الأمطار وهذا أيضا من مساوئه أنه يؤدي إلى تلوث البحر أي أنها تنقل المشكلة من موقع إلى آخر. واختتم الغامدي بأن الأمانة تقوم بالتنسيق الفعال مع الشركة الوطنية للمياه في جميع المواقع للحد من هذه التسربات والحفاظ على تربة وشوارع جدة من التلف.